المشي على حبل مشدود للاقتصاد الكويتي كقبضة النفط

23 January 2024 اقتصاديات

وبحسب تقرير للأمانة العامة للتخطيط، فإن اقتصاد الكويت يرتبط بأسعار النفط العالمية بشكل مستمر ومستمر. ومع ذلك، على الرغم من الاستثمارات الحكومية الكبيرة التي تهدف إلى تعظيم الإيرادات غير النفطية وتمكين القطاع الخاص، إلا أن هذه المساعي لم ترق إلى مستوى التوقعات.


ونتيجة لذلك لا بد أن نتساءل: أين الإيرادات غير النفطية، وكيف يمكن للقطاع الخاص أن يلعب دوراً في تنويع الاقتصاد المحلي؟


وفي إطار الاقتصاد الكلي في الكويت، كان أداء القطاع الخاص على مدى السنوات الـ 12 الماضية ثابتا ولكنه غير ملهم. وفي خطط التنمية الأولى والثانية والثالثة، تراوحت حصة القطاع الخاص في الاقتصاد المحلي بين 23% و38%، مما يؤكد محدودية تأثيرها.


ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي تتضاءل خلال فترات التعافي الاقتصادي، في حين أنها تزيد خلال فترات الركود الاقتصادي. واللافت أن القطاع الخاص فشل في لعب دور مهم في إنقاذ الاقتصاد الكويتي من العجز، وهو ما يتضح من أعلى مساهمة مسجلة بلغت 38% في عام 2020 تزامنا مع أكبر عجز اقتصادي منذ 12 عاما. ويعزى التقرير التحديات الاقتصادية إلى الإنفاق الاستثماري الحكومي على مدى الـ 12 عاما الماضية، خلافا للرأي القائل بأن القطاع الخاص هو محرك النمو الاقتصادي.


ومع وصول أسعار النفط العالمية إلى ذروتها عند 100 دولار للبرميل بين عامي 2010 و2014، شهد الاقتصاد الكويتي فوائض مالية. على العكس من ذلك، في عام 2015، ومع انخفاض أسعار النفط لمدة ثلاث سنوات متتالية إلى 40 دولارًا للبرميل، دخل الاقتصاد في عجز مستمر، تفاقم بسبب التأثير الكبير لجائحة “كوفيد-19” في عام 2020. التعافي الاقتصادي العالمي وزيادة النفط ولعب الطلب دوراً محورياً في تخفيف الأزمة، حيث وصلت أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل في عام 2022. ومنذ إطلاق خطة التنمية في عام 2010، استثمرت الكويت في مشاريع ذات عوائد اقتصادية مستدامة لتحقيق رؤية الكويت 2035. وركزت خطة التنمية الأولى على الجوانب التشريعية الإعداد، والثاني حول البنية التحتية، والثالث المستمر حول تمكين القطاع الخاص.


وتشمل الخطط تعزيز اقتصاد المعرفة والتحول نحو "كويت ذكية 2035". وبدراسة خطة التنمية الأولى، تراوحت الاستثمارات الحكومية بين 13% إلى 18%، مما أدى إلى فائض تجاري يتراوح بين 36% إلى 48%. وسجل الإنفاق الخاص ما بين 24% و29%، مما يمثل فترة ازدهار للاقتصاد المحلي. وفي خطة التنمية الثانية، زادت الاستثمارات الحكومية إلى 25-30%، مما أدى إلى عجز تجاري في عام 2016. وشهدت خطة التنمية الثالثة الجاري تنفيذها تقلبات في الاستثمارات الحكومية، تراوحت بين 22% إلى 15%، مما أدى إلى عجز تجاري في عام 2020.


ومن أجل تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد المحلي، يقدم التقرير عدة توصيات:

1. تنفيذ مشاريع تنموية ذات عوائد اقتصادية مستدامة.

2. الإسراع بإقرار المتطلبات التشريعية لمنع تأخير المشاريع.

3. تعزيز اقتصاد المعرفة، وإنشاء المناطق الاقتصادية، وإعادة تشكيل الأدوار الحكومية، وتعزيز الرخاء المستدام، وتمكين المواطنين كجزء من رؤية الكويت الجديدة 2035.


بقلم محمود شندي

السياسة/ طاقم عرب تايمز

: 619

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا