أخبار حديثة

وتنشأ مخاوف بشأن عدم قدرة الكويت على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية

19 December 2023 اقتصاديات

حذرت التقارير من أن الاستسلام للمطالب الشعبوية غير العقلانية اقتصاديا والمزايدات البرلمانية العشوائية قد يؤدي إلى عواقب مالية كارثية قد لا تستطيع الكويت تحملها وتدفعها نحو مأزق مالي خطير قد يهدد تصنيفها الائتماني السيادي ومكانتها الاقتصادية. القبس يوميا . بين عجز حكومة محبط عن إقرار قوانين الاستدامة المالية وفشل ذريع في تحقيق تقدم ملموس في ملف الإصلاحات المالية والاقتصادية، تستمر فوضى المطالب النيابية العشوائية في ظل غياب المنطق الاقتصادي فيها وغياب دراسة الجدوى الاقتصادية تكلفتها المالية، وكأنهم يقترحون خطة مدمرة لاستنزاف احتياطي «الأجيال»، إذ أن فاتورة تغطية الزيادات والمطالبات المالية لن تتمكن من تغطيتها بموازنة 200 دولار لبرميل النفط.


وبينما أشار الخبراء إلى أن قدرة الدولة محدودة على الاستجابة للمطالب البرلمانية غير المدروسة وبتكلفة باهظة، أشاروا أيضا إلى أن جميع المعطيات المالية والاقتصادية تشير إلى أن مالية الكويت على وشك الانفجار، وإذا لم يكن هناك حقيقي، إن برامج الإصلاح القابلة للتنفيذ والمصحوبة بإرادة قوية، لن يمر وقت طويل قبل أن تنفجر. ومن خلال تطبيق ذلك، تستهلك الرواتب وإعانات الدعم نحو 80% من ميزانية البلاد، في حين يواجه الإنفاق المتواضع على المشاريع الرأسمالية في كثير من الأحيان مجموعة متنوعة من العقبات.


ومن الممكن أن يؤدي تقدير متحفظ يبلغ 80 دولارا لبرميل النفط في السنة المالية المقبلة 2024-2025 إلى عجز قدره 6.1 مليار دينار، و9 مليارات دينار بواقع 70 دولارا للبرميل، وعندها ستمثل الرواتب والأجور والدعم. 113% من إيرادات الموازنة العامة، بل وأكثر. دون الأخذ في الاعتبار تكلفة استيعاب ما بين 20 ألفاً إلى 25 ألف عامل جديد.


وبحسبهم، فإن أي زيادة أو تخصيص يبدو ظاهرياً أنه منحة لن يضيف أي قيمة للاقتصاد، بل سيتبخر في السوق الذي يتفاعل بشكل مباشر مع كل زيادة. ومن الأمثلة على ذلك ارتفاع قرض الإسكان الذي انعكس على أسعار الأراضي في الكويت. وقال رئيس مجلس إدارة شركة الشال للاستشارات الاقتصادية جاسم السعدون في تصريح لـ القبس إن الحكومة في الكويت تقود المنافسة في تبني سياسات شعبوية تسرع تماما دخول البلاد في مرحلة أكثر ديمقراطية. مرحلة انكماش حادة، تزامنت مع تعميق أزمة المالية العامة، ومع زيادة الخلل في صناديق التقاعد.


وأضاف، أن الإدارات العامة في الدول الأخرى تشعر بالقلق وربما الذعر عندما تصدر مؤشرات تؤكد أن أدائها هو الأسوأ داخل منطقتها، مع كل ما ينطوي عليه من مخاطر في المستقبل القريب، وتبدأ في صياغة السيناريوهات التي تحدد الحجم من التكلفة إذا استمرت سياساتهم على ما هي عليه، ومن ثم يبدأون في رسم مخرج منها، إلا الكويت التي لم نسمع من مسؤوليها غيرة أو حرص عليها، الأمر الذي سيؤدي إلى التحرك أو حتى بيان يشير إلى أنها تتحرك في هذا الاتجاه. وأشار السعدون إلى أن ما يفترض أن تعرفه الإدارة العامة إذا كانت تهتم بمستقبل بلادها هو أن العجز للعام المالي المقبل 2024-2025 بنفس مستوى النفقات العامة الحالي سيصل إلى 6.1 مليار دينار بمعدل متفائل لأسعار النفط حوالي 80 دولارا للبرميل، وسيرتفع إلى 9 مليارات دينار عندما يكون متوسط أسعار النفط حوالي 70 دولارا. وبهذا المستوى لأسعار النفط ستصبح الرواتب والأجور والدعم نحو 113 في المئة من إيرادات الموازنة العامة، وأعلى من النفقات الجارية، ودون الأخذ في الاعتبار تكلفة استيعاب ما بين 20 ألفاً و25 ألف مواطن قادم إلى سوق العمل. وقال السوق.


من جانبه قال الخبير الاقتصادي محمد القاضي لـ القبس إنه فيما يتعلق بموضوع الأسعار وارتفاع الأسعار والمطالب التي تقدم بها عدة نواب لتحسين مستوى المعيشة ومكافحة ارتفاع الأسعار يجب أن ننظر إلى الموضوع بهدوء وعدل المواطن والمستهلك وموازنة الدولة ومدى قدرتها على تحمل مثل هذه المطالب بعين ثاقبة وبعيدة. قال رئيس مجلس إدارة شركة الحياة للاستثمار الدكتور نبيل المناعي: من يراقب معدلات النمو وزيادة الإنفاق الحكومي خلال السنوات العشر الماضية، بالإضافة إلى سياسات الدعم والتوظيف والثروة التوزيع، بما في ذلك شبكات الأمان الاجتماعي وكيفية اختراقها، سوف يتبين أن الموارد المالية للدولة غير مستدامة. وبحسب فيصل الزامل، الخبير الاقتصادي المتخصص في الاقتصاد الإسلامي، فإن التنمية المستدامة تتميز بالاستمرارية، مثل الطريق السريع دون إشارات أو تقاطعات. هناك إمكانات كبيرة للدولة لتنويع مصادر دخلها بسبب التدفق السلس لحركة المرور هناك.


التنوع الاقتصادي

ثم قال «سألقي نظرة على أحد محاور هذه الاستمرارية وهو التبادل التجاري الذي كان مصدر الدخل الأساسي للكويت قبل بدء عصر النفط، ومن الحكمة أن تتطور خلال هذا العصر حتى تتمكن من تنويع مصادر دخلها، وهذا يتطلب بنية تحتية تتناسب مع التطورات أيضاً كبيرة في عالم الاتصالات وأنظمة التمويل ومجمعات التخزين والحضور الفعال في سلاسل التوريد.


أكد عضو المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية السابق علي راشد البدر، أن الاستدامة الاقتصادية لا تتطلب إصدار قوانين جديدة تعيق التنمية والتوسع، بل تتطلب سياسة تنموية اقتصادية حكومية فعالة ومنطقية تمكن الاقتصاد من تنويع مصادره. المصادر ومنعها من الاعتماد على مورد واحد مستنفد. أما على المدى المتوسط والطويل، فهو معرض لتقلبات حادة. وقال إن الكويت بحاجة إلى تطوير مصادر دخل قوية إضافية إلى جانب النفط من خلال خلق وتشجيع تأسيس شركات وطنية في مجالات خدمية متنوعة قادرة على النمو والتوسع دوليا، فضلا عن استغلال إمكانات الموارد البشرية لدينا، وهي والآن يتم هدرها في الوظائف الإدارية، وتتراكم في أبراج المؤسسات الحكومية بإنتاجية قليلة أو حتى معدومة.

: 956
آخر تحديث : 19 December 2023

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا