الكويت تعاني من أزمة اقتصادية

09 December 2023 اقتصاديات

وتعرضت الكويت لانتكاسة في الجودة الاقتصادية خلال العقد الماضي بـ 21 مركزا، فيما كان أفضل أداء لها في عام 2014، بحسب المركز الوطني لبحوث التنمية التابع للأمانة العامة للتخطيط. وأشار تحليل لازدهار الكويت أجراه المركز الوطني إلى أن الناتج المحلي الإجمالي هو معيار لقياس الرخاء الاقتصادي (يتم قياس الرخاء وتحديده على أساس دخلها القومي)، ولكن إذا كنت تحاول فهم القيمة المضافة الحقيقية للمشاركين في الاقتصاد فمن الممكن أن يكون الناتج المحلي الإجمالي هو الذي يعطي صورة مشوهة، خاصة في البلدان ذات ريوع الموارد المرتفعة.


وأوضح التقرير أن ريع الموارد قد يسبب خللاً حسابياً في أرقام الناتج المحلي الإجمالي، الأمر الذي يمكن أن يضلل الجمهور بشأن جودة الاقتصاد. وفقًا لتقرير مؤشر الرخاء العالمي لعام 2019، تمتلك الكويت ريوعًا من الموارد تساهم بأكثر من 25٪ في ناتجها المحلي الإجمالي، وقد تبدو الكويت غنية، لكن قوتها العاملة غير منتجة نسبيًا من الناحية الاقتصادية. وشهدت الكويت تراجعا كبيرا في جودة اقتصادها منذ ما بعد 2019 حتى الآن، بحسب التقرير، حيث واجهت الدول المنتجة للنفط بشكل عام والكويت بشكل خاص أزمة مزدوجة في بداية عام 2020، عندما بدأ فيروس كورونا وتزامنت الجائحة مع انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية، مما أثر على اقتصادات دول الخليج النفطية. وتأثرت دول الخليج سلباً بالأزمة، وتجلى ذلك في عجز الموازنة العامة، وتسريح أعداد كبيرة من المغتربين، وخفض النفقات العامة، والإجراءات التقشفية، والتوجه إلى الاستدانة الخارجية عبر السندات الدولية. وبحسب التقرير فإن الكويت كانت تعاني من أزمة اقتصادية أكثر حدة من دول الخليج الأخرى مثل الإمارات وقطر.


واجهت الكويت الأزمة الأبرز في الأشهر الأخيرة من عام 2020 في توفير السيولة لرواتب العاملين في القطاع العام. وذكر التقرير أن عدة مؤشرات تشير إلى وجود أزمة حقيقية على المستويين المالي والاقتصادي في الكويت، منها ما نشرته وكالة فيتش مطلع فبراير 2021، حول خفض التصنيف الائتماني لديون الكويت من مستقر إلى سلبي، وقالت الوكالة أن تخفيض التصنيف الائتماني السيادي للكويت يعكس القيود المفروضة على عملية صنع القرار السياسي المستمرة، مما يعيق معالجة التحديات الهيكلية المتعلقة بالاعتماد على النفط والدولة المزدهرة السخية وقطاعها العام الكبير.


ومزيد من الغموض خلقته تصريحات وزير المالية، حيث قال إن خزينة الدولة شبه خالية من السيولة، أما موازنة الكويت للعام المالي 2020/2021 فقد وصل العجز فيها إلى 46 مليار دولار، بينما في قطر، وبلغ العجز 9.5 مليار. وفي الإمارات وصل العجز إلى 1.3 مليار دولار. وتقدمت الكويت خلال العقد الماضي 39 مركزا في محور بيئة الأعمال، وكان أفضل أداء لها في عام 2021 بحصولها على 57.4 من 100. وعبر تاريخ الكويت، أجرت الدولة تغييرات جذرية على قوانينها وتشريعاتها لتعزيز بيئة الأعمال وتعزيزها. بيئة الأعمال في إطار رؤيتها الوطنية 2035. ومن خلال ذلك، تمكنت الكويت من تحسين مناخ الاستثمار وزيادة فعالية الاقتصاد وخلق فرص عمل حقيقية للكويتيين. وجاء في التقرير أن التجارة يمكن أن تزدهر في الأسواق التي تتمتع ببنية تحتية كافية وحواجز قليلة أمام ممارسة الأعمال التجارية، مما يؤدي إلى مزيد من المنافسة والكفاءة. وهذا يسمح باختبار وتمويل وتسويق المنتجات والأفكار الجديدة، مما يفيد المستهلكين في نهاية المطاف من خلال تقديم مجموعة واسعة من السلع بأسعار أكثر تنافسية.

: 1078

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا