ولد صوري من حلب

19 August 2016 أخبار الجريمة

أطلق ناشطون معارضون سوريون لقطات مسلية تظهر صبي صغير تم إنقاذه من الأنقاض في أعقاب غارة جوية مدمرة في حلب. إن صورة الصبي المتدهور والمضطرب، الذي يجلس في كرسي برتقالي داخل سيارة إسعاف مغطاة بالغبار والدم على وجهه، يغني عن الأهوال التي ترتكب في المدينة الشمالية التي مزقتها الحرب ويجري تقاسمها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد اخفق القتال جهود الامم المتحدة للوفاء بولاياتها الانسانية، وقلل المبعوث الخاص للجامعة الى سوريا اجتماعا للجنة المخصصة برئاسة روسيا والولايات المتحدة المكلفة بتخليص العنف حتى تصل المساعدات الى المدنيين المحاصرين. وقال ستيفان دي ميستورا، المبعوث الخاص للامم المتحدة، انه "ليس هناك معنى" لعقد الاجتماع الخميس في ضوء العقبات التي تحول دون تقديم المساعدات. وتأمل الأمم المتحدة في الحصول على وقف لمدة 48 ساعة في القتال في حلب.

وقد وصف طبيب في حلب الخميس الطفل عمران دقنيش البالغ من العمر 5 سنوات. واكد اسامة ابو العز انه نقل الى المستشفى المعروف باسم "إم 10" ليلة الاربعاء بعد غارة جوية على حي قاترجي الذي يسيطر عليه المتمردون مع جروح في الرأس، ولكن لم يصب في الدماغ، وخرج بعد ذلك. ووصل عمال الانقاذ والصحافيون الى قاترجي بعد وقت قصير من الغارة وبدأوا فى سحب الضحايا من الانقاض. وقال المصور الصحفي محمود رسلان الذي التقط الصورة الرمزية "كنا نمرهم من شرفة إلى أخرى". وقال إنه مر على ثلاث جثث حية قبل استقبال الجريح.

وأفاد طبيب في M10 في وقت لاحق عن ثمانية قتلى، بينهم خمسة أطفال. وقال رسلان، مراسل قناة الجزيرة، إن الإضراب وقع خلال مكالمة الغروب للصلاة، حوالي الساعة 7:20 مساء. وقد تم إنقاذ عمران مع أشقائه الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و 6 و 11 عاما، وأمه وأبه من أنقاض المبنى السكني المدمر جزئيا، وفقا لروسلان. ولم يصب أحد بجروح كبيرة، ولكن المبنى انهار بعد وقت قصير من إنقاذ العائلة.

وقال رسلان: "أرسلنا الأطفال الأصغر سنا على الفور إلى سيارة الإسعاف، لكن الفتاة البالغة من العمر 11 عاما كانت تنتظر أن تنقذ والدتها، وكان كاحلها مثبتا تحت الأنقاض". وفي شريط فيديو نشر في وقت متأخر من يوم الأربعاء من قبل مركز حلب الإعلامي، ينظر إلى رجل ينفجر الصبي بعيدا عن مشهد ليلا فوضويا ويحمله داخل سيارة الإسعاف، ويبحث في حالة ذهول وشبه العينين. ثم يدير الصبي يده على وجهه المغطى بالدم وينظر إلى يديه ويمسحها على كرسي الإسعاف.

يستخدم الأطباء في حلب أسماء رموز المستشفيات، التي يقولون إنهم استهدفوا بشكل منهجي من قبل الغارات الجوية الحكومية. وقال ابو العز "اننا نخشى ان تسلل قوات الامن الى شبكتها الطبية وتستهدف سيارات الاسعاف لانها تنقل المرضى من مستشفى الى اخر".

ويعتمد النشطاء الذين يعيشون في مناطق المعارضة على مخبرين في محافظة اللاذقية التي تسيطر عليها الحكومة لتحذير السكان من الغارات الجوية الوشيكة. وفي مساء الأربعاء، أبلغ أحد المخبرين في اللاذقية شبكات الناشطين بأن طائرة نفاثة قد اقلعت من القاعدة الجوية الروسية في حميميم. وقال رسلان "كنا نتوقع وصول الطائرة الى المجال الجوي حلب خلال دقيقتين، وبالتاكيد من ذلك". "ضرب مرتين".

وقال رسلان انه لم يصب احد فى الضربة الاولى. والثانية تحولت عمران رأسا على عقب. إن الرعب الذي ولدته صورة عمران في الكرسي البرتقالي يردد الرد العالمي الضار على صور أيلان كردي، الصبي السوري الغارق الذي عثر على جثته على شاطئ في تركيا، وجاء لتغطية الخسائر المروعة للحرب الأهلية في سوريا.

المصدر: غنونلين

: 1718

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا