وكالة الفضاء الكويتية

08 March 2017 الكويت

"هذه خطوة صغيرة لرجل، قفزة عملاقة للبشرية". وبهذه الكلمات القليلة، أثار رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونغ - أول رجل يضع قدمه على سطح القمر في عام 1969 - حلم الإنسانية في غزو الحدود النهائية - الفضاء. وقد بدأ عدد من الكويتيين يتساءلون عما إذا كان من الممكن وضع برنامج وطني للفضاء وأنهم تجرؤوا على التفكير في إمكانية تحويل هذا الحلم إلى واقع.

وقد نتج هذا الاهتمام المتجدد عن محاولات دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق حلمها في برنامج فضائي إقليمي فعال من خلال مركز محمد بن راشد للفضاء الذي تأسس في عام 2006 ووكالة الفضاء الإماراتية التي أنشئت في عام 2014. وتخطط الإمارات لإرسال وهو مدار بدون طيار إلى المريخ بحلول عام 2021.

وقال الأستاذ المساعد بقسم الفيزياء بجامعة الكويت الدكتور هالة الجسار خلال مقابلة أجريت معه إن إنشاء وكالة / برنامج فضاء ليس خيال، بل هو الطريق للمستقبل الذي سيحقق فوائد اقتصادية وعلمية عديدة. مع وكالة الانباء الكويتية (كونا).

وقالت الدكتورة الجسار، التي حضرت مؤتمر أبوظبي للفضاء الذي عقد مؤخرا، إنها مندهشة ومثيرة للاهتمام من جانب أحد المشاركين في هذا الحدث. وأشار المشارك إلى أن متطلبات برنامج الفضاء الناجح، والتي يجب أن تشمل قيادة قوية، وميزانية كبيرة، والمواهب المتاحة، وبرامج التدريب الشاملة، وقال الأكاديمية.

وقال الدكتور الجسار: "لدينا الميزانية والمواهب والخبرة والخريجين المتميزين من أفضل الجامعات"، مشيرا إلى أن عدم وجود قيادة واضحة كان واحدا من التحديات الرئيسية لإنشاء وكالة الفضاء.

وحتى مع عدم وجود قيادة موحدة، نجحت جامعة الكويت، بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، في االنضمام إلى مبادرة سوسيال ميورتيور أكتيف باسيف) سماب (التي أطلقتها اإلدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء) ناسا (، قال.

وكشف الدكتور الجسار عن أن أحد الفوائد العديدة لمشروع ناسا سماب هو توفير تنبؤات دقيقة بالطقس، فضلا عن تحسين رصد حالات الجفاف والفيضانات بين أمور أخرى.

وأضافت أن جامعة الكويت قدمت بيانات شهرية إلى ناسا سماب لفهم بيئة كوكب الأرض، مشيرا إلى أن الكويت كانت الشريك العربي الوحيد في البرنامج.

وقال الدكتور الجسار: "عندما نبدأ برنامج الفضاء، لن نبدأ من الصفر"، مشيرا إلى أن العديد من الكيانات الكويتية مثل معهد الكويت للأبحاث العلمية تتعاون مع ناسا على مختبر الدفع النفاث ( جبل)، ومسعى آخر ذات الصلة بالفضاء.

وعلى الرغم من أن الأمور تبدو على الجانب الإيجابي وفقا لتصريحات الدكتور الجسار، ربما كان السؤال الأكثر إلحاحا هو ما إذا كان من الضروري أن تتبع الكويت برنامجا فضائيا وأن الإجابة عن هذا السؤال قد تقع في إطار هذا المشروع .

إن وجود الإحساس بالغرض ضروري ولا يمكن أن يكون أبدا أكثر وضوحا من سباق الفضاء المتوتر الذي كان قائما منذ عدة عقود بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق (روسيا) الذي كان فيه التفوق على الشؤون العالمية هو الهدف النهائي.

وأكد الدكتور بسام أ. الفليلي مدير البرنامج في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أن أهم شيء لبرنامج الفضاء الكويتي هو "جمع الناس معا لخلق كتلة حرجة". .. ما يكفي من الناس لدفعه [فكرة وكالة الفضاء] إلى الأمام. " وقال الدكتور الفيلي: "يجب أن تكون أولوية وطنية"، مضيفا أن برنامج الفضاء المقترح ينبغي أن يكون شعورا بالهدف تماما كما هو الحال في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أطلقت برنامجها لإظهار العالم أنه كان من بين أكثر البلدان تقدما وتطورا.

وقال الدكتور بسام الفيلي الذي أكد أن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي - ككيان تمويلي - ستقدم دعمها الكامل لقيادة وشعب الكويت مثل مستقبل موارد الطاقة، مرة واحدة كان هناك هيئة على استعداد لتنفيذ خطط لاستكشاف الفضاء.

وقال الدكتور الفيلي إن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تدعم جامعة الكويت في مشروع ناسا سماب الذي يعد خطوة صغيرة نحو تحقيق الهدف الأكبر، مؤكدا أن فهم الواقع كان مهما في تحديد السفينة.

وعلاوة على ذلك، أوضح الدكتور الفيلي أن تثقيف الجيل الشاب بشأن قيم علوم الفضاء واستكشافه هو مفتاح المستقبل. وقال إن فكرة "معسكر الفضاء" هي إحدى الطرق لدفع فضول الأطفال الصغار، مشيرا إلى أن مجموعة صغيرة من الشباب من الكويت أمضت عشرة أيام من الصيف في مركز الفضاء الأوروبي الذي يتخذ من بلجيكيا مقرا له، الذين يعيشون تجربة رواد الفضاء.

إن وجهة نظر الدكتور الفيلي في إعداد الجيل القادم لإمكانية استكشاف الفضاء هي واحدة صالحة وكما يقول المثل العربي: "ما تعلمت في الشباب محفور بالحجارة". وبهذه المناسبة، أعرب حمد عبدالوهاب الهندي، وهو رائد في الفيزياء في جامعة الكويت، عن قناعته الكاملة بإمكانية تطوير برنامج فضائي في الكويت من خلال شغف وتصميم الأشخاص المناسبين، فضلا عن تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق هذا الهدف.

عمل الهندي، الذي كان في السنوات الأخيرة في زميله، مع معلمته الدكتورة هالة الجسار لتطوير العديد من المشاريع المثيرة للاهتمام، مثل طائرة بدون طيار تستخدم في التصوير الجوي، وأسماك روبوتية تقيس مستويات البحر والملوحة، فضلا عن الأجهزة الأخرى التي يمكن استخدامها في مختلف المجالات العلمية بما في ذلك استكشاف الفضاء.

"لقد علمت نفسي باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد بعد أن أدركت أن ناسا أرسلت مواد لرواد الفضاء باستخدام هذه الطريقة"، وقال الهندي الذي تمكن في الواقع من 3D طباعة نموذج مصغر من كوريوسيتي روفر ناسا لإظهار كفاءة مثل هذه الأداة .

وأشار الهندي إلى أنه كان مدفوعا باهتمام ورغبة في التعلم، مضيفا أن وجود برنامج فضاء وطني سيكون له أثر إيجابي هائل على الشباب الكويتي، مما يتيح لهم الاستفادة من إمكاناتهم الحقيقية لرفاه بلادهم.

"الكويت لديها وفرة من المثقفين، ولكن ما نحتاج إليه، كبلد، هو المزيد من الناس يسألون" ما هي نظرية النسبية؟ " وبدلا من معرفة أن ألبرت أينشتاين كان وراءه "، أكد هندي.

إن قناعة الهندى تعكس الأمل فى المستقبل، وعلى الرغم من حقيقة الأمور، يبدو أن الشغف والتصميم من قبل مجموعة مخصصة من الناس والعلماء سوف يسمح يوما لرائد فضاء كويتى بتنفيذ مسير أو حتى وضع قدم في عالم الغريبة المكتشفة حديثا.

 

المصدر: كونا

 

  

: 1870

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا