وتواصل دول الخليج التحضير لضريبة القيمة المضافة في وقت الأزمات

21 June 2017 الكويت

وتهدف دول الخليج الغنية بالنفط التي اجتذبت على مدى عقود ملايين العمال الأجانب بفضل سمعتها كملاذات معفاة من الضرائب، إلى إدخال ضريبة القيمة المضافة في عام 2018 لسد الثغرات في الميزانية.

وعلى الرغم من العقبات الإدارية والفنية، يواجه المشروع الآن أزمة دبلوماسية لم يسبق لها مثيل بعد أن قطعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين في 5 حزيران / يونيو جميع العلاقات مع قطر، شريكها في مجلس التعاون الخليجي.

ومن المقرر أن تقدم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر ضريبة القيمة المضافة في أوائل عام 2018، مع الدول الثلاث الأخرى في مجلس التعاون الخليجي - البحرين والكويت وعمان - في وقت لاحق.

وفي حال حدوث أزمة مطولة، سيتعين على قطر أن تحل محل الواردات من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تقدر قيمتها ب 4.55 مليار دولار سنويا، مع سلع "غير مكلفة" من خارج دول مجلس التعاون الخليجي، وفقا لما ذكره السيد ر. راغو، رئيس قسم الأبحاث في المركز المالي الكويتي

وقال "ان تطبيق ضريبة القيمة المضافة فى مثل هذا السيناريو سيؤدي الى ضغوط تضخمية وخاصة فى المواد الغذائية".

واضاف "اذا امتدت الازمة فان قطر قد ترغب فى تأجيل تنفيذ هذا الاصلاح الضريبى المتوخى لتحقيق التوازن بين اى ارتفاع فى اسعار السلع الاساسية فى الاسواق المحلية".

وقال مونيكا مالك، كبير الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري، إنه إذا ما تم المضي قدما كما هو مخطط له، فمن غير المحتمل أن تشوه ضريبة القيمة المضافة سمعة دول مجلس التعاون الخليجي باعتبارها منطقة منخفضة الضرائب أو تقلل من جاذبيتها للمغتربين.

وقالت ان معدل تمهيدى نسبته 5 فى المائة "يتطلع الى تحقيق توازن بين ايرادات الحكومة ومازال يتمتع ببيئة عمل جذابة للغاية بالنسبة للمغتربين والشركات".

واضاف "نعتقد ان دولة الامارات العربية المتحدة والخليج ستظل عموما بيئة منخفضة الضرائب على اساس عالمي".

وقال جانين ضو، رئيس الضرائب غير المباشرة في شركة برايس ووترهاوس كوبرز الشرق الأوسط: إن ضريبة القيمة المضافة، وهي ضريبة يدفعها المستهلك، من غير المرجح أن تردع الشركات عن إقامة عمليات في منطقة الخليج.

"من وجهة نظر الأعمال التجارية، يجب أن تكون ضريبة القيمة المضافة محايدة، وما هي الشركات التي يتعين عليها القيام به هو جمع الضرائب نيابة عن الحكومة على مبيعاتها ... انها ليست ضريبة الشركات".

وقالت ان خمسة فى المائة ستكون "احد ادنى معدلات ضريبة القيمة المضافة فى جميع انحاء العالم".

ولكن في سوق دبي القديم، اختلف تاجر الجملة، معربا عن خشيته من تحمل تكلفة ضريبة القيمة المضافة بسبب هوامش الربح المنخفضة.

وقال عبيد طاهري في متجره للأجهزة المنزلية: "أعتقد أن 5٪ ستكون أكثر من اللازم".

"بالنسبة للبيع بالجملة، ليس لدينا ربح بنسبة خمسة بالمئة، ولن يدفع العملاء ... لا أستطيع زيادة سعر العميل".

وعلى الرغم من أن الإمارات أعلنت عن خطط لإدخال ضريبة القيمة المضافة في يناير من العام المقبل، فإن العديد من تجار الجملة في السوق يبدو غير مدركين لها.

وقال عبد الله المرزوقي، وهو تاجر آخر، "حتى الآن، لم تخبرنا الحكومة أي شيء عن الضرائب".

ويعتبر إدخال ضريبة القيمة المضافة جزءا من التدابير التي تتخذها الدول الغنية بالنظام للحد من الاعتماد على عائدات النفط وتنويع الدخل.

وقال داو "إن هدف الحكومات هو تنويع مصادر إيراداتها، وهو يتعلق بالاستدامة المالية للمستقبل، لذا فإن تطبيق ضريبة القيمة المضافة هو أداة هامة تسمح للحكومة بتوليد المزيد من العائدات".

وعلى الرغم من أن نسبة الخمسة في المائة من غير المرجح أن تعالج الضغوط المالية التي تواجهها حكومات الخليج، فهي "أداة للاستدامة المالية في المستقبل".

وقال مالك ان ادخال ضريبة القيمة المضافة عبر الدول الست من المتوقع ان يحقق عائدات تصل الى 1.5 فى المائة من اجمالى الناتج المحلى.

واضافت "ان الهدف ليس وضع حد للعجز المالي بل هو تعميق وتوسيع العائدات غير النفطية" مشيرا الى ان الهيدروكربونات لا تزال تمثل ما بين 50 و 90٪ من الايرادات الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي.


المصدر: أرابيانبوسينيس

: 681

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا