داعش تدعي الهجمات الإيرانية

08 June 2017 الكويت

اعلنت منظمة "الدولة الاسلامية" مسؤوليتها اليوم الاربعاء عن الهجوم المذهل على البرلمان الايراني وضريح مؤسسها الحديث، وهو اول هجوم من هذا القبيل تدعيه المجموعة المتطرفة السنية في الدولة التي يحكمها الشيعة.

وأدت الاعتداءات القاتلة التي قتلت 12 شخصا على الأقل وصدمت البلاد إلى جلب حروب إيران في العراق وسوريا إلى عاصمتها في وقت تشدد فيه الدول العربية السنية بقيادة السعودية وبدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفها من الشيعة القيادة.

ووجهت الهجمات إدانات وتعازي من حكومات باكستان ومن حلفاء إيران المقربين في الحكومتين الروسية والسورية. بدأت الهجمات فى منتصف النهار عندما اقتحم مهاجمون مسلحون بمتفجرات كلاشينكوف والمتفجرات مبنى البرلمان.

وقد قام احد المهاجمين بتفجير نفسه فى وقت لاحق، حيث كانت هناك جلسة جارية، وفقا لما ذكره تليفزيون الدولة الايرانى. كان الحصار لمدة ساعة على المجلس التشريعي الذي انتهى مع مقتل أربعة مهاجمين.

وفي صور متداولة في وسائل الإعلام الإيرانية، شوهد مسلحون يحملون بنادق بالقرب من نوافذ البرلمان. وظهرت صورة اخرى حملتها وكالة انباء فارس شبه الرسمية ان طفلا يسلم من خلال نافذة في الطابق الاول الى امان في الخارج كما يبحث رجل مسلح.

وأصدرت وكالة "عمق" للأنباء "إس"، شريط فيديو مدته 24 ثانية أطلق عليه الرصاص داخل مبنى البرلمان خلال الحصار. يظهر الفيديو، الذي تم تعميمه على الإنترنت، جسم دموي لا يطاق من رجل ملقى على الأرض بجوار مكتب. صوت على الفيديو يشيد الله ويقول باللغة العربية: "هل تعتقد أننا سنترك؟ سنبقى بإذن الله ". ويكرر صوت آخر نفس الكلمات. ويبدو ان الاثنين كانا يعارضان شعارا يستخدمه المتحدث باسم تنظيم الدولة الاسلامية ابو محمد العدنانى الذى قتل فى سوريا العام الماضى.

حصار
ومع اندلاع حصار البرلمان، هاجم مسلحون وانتحاريون ضريح الزعيم الثوري الإيراني آية الله روح الله الخميني الذي يقع خارج طهران مباشرة. يذكر ان الخميني الذي توفي في العام 1989 هو شخصية بارزة في ايران قاد الثورة الاسلامية عام 1979 التي اطاحت بشاه المدعومة من الغرب واصبحت اول زعيم لها

. وقالت وزارة الاستخبارات ان قوات الامن اعتقلت "فريقا ارهابيا" اخر يخطط لهجوم ثالث دون تقديم المزيد من التفاصيل. ووصف رئيس البرلمان الايرانى على لاريجانى الهجمات بانها عمل جبان ودلالة على ان طهران قد اعدت الجماعات الاسلامية المسلحة من خلال سياساتها واجراءاتها فى العراق وسوريا. وقال "ان ايران تعد ركنا نشطا وفعالا فى مكافحة الارهابيين وتريد تدميرها".

ومن المحتمل ان يعمق الهجومان اللذان جرحا عشرات الاشخاص، العداء والمعركة الاقليمية للسلطة بين السعودية وايران. وبالفعل، فإن التوترات مرتفعة بعد قطع العلاقات هذا الأسبوع بين أربع دول عربية وقطر حول الاتهامات التي تدعمها الجماعات الإرهابية، وهي تتفق مع إيران بشكل وثيق جدا.

وتتهم السعودية وإيران بعضهما البعض بسياسات تدعم المتطرفين في المنطقة. وقد اشارت السعودية منذ فترة طويلة الى غياب هجمات الدولة الاسلامية على ايران كاقتراح من مسؤولية طهران. من ناحية أخرى، أشارت إيران إلى دعم السعودية للجهاد في مختلف العصور في التاريخ ودعمها للمجموعات المتمردة السنية المتشددة في سوريا.

قاتل
المملكة العربية السعودية هي نفسها هدفا لهجمات قاتلة عديدة من قبل التنظيمات المنتسبة في شبه الجزيرة العربية، الذين يرون قيادة المملكة المتحالفة الغربية كهرطقة. كما استهدفت الجماعة الشيعة في السعودية والكويت.

ويتعرض مسلحو الجماعة مباشرة للحرب مع القوات الإيرانية في سوريا والعراق، ويرون الشيعة مرتدين. وقال نائب وزير الداخلية محمد حسين زولفاجارى لتلفزيون الدولة الايرانى ان المهاجمين الذكور كانوا يرتدون ملابس النساء.

وذكرت وكالة انباء تسنيم شبه الرسمية ان الحصار انتهى مع مقتل اربعة من المهاجمين. وقال موقع على الانترنت لموقع ايران على الانترنت ان 12 شخصا لقوا مصرعهم واصيب 42 اخرون فى الهجومين. ونقلت عن بيرهوسين كوليفاند رئيس قسم الطوارئ فى ايران.

وشاهد مراسل اسوشيتد برس عدة قناصة شرطة على اسطح المبانى فى البرلمان. وأغلقت المحلات التجارية في المنطقة، ويمكن سماع إطلاق النار. وقال شهود عيان ان المهاجمين كانوا يطلقون النار من الطابق الرابع من مبنى البرلمان على الناس في الشوارع أدناه. "كنت أمر بأحد الشوارع.

اعتقدت ان الاطفال كانوا يلعبون بالالعاب النارية، لكني أدركت أن الناس يختبئون ويستلقون في الشوارع "، قال إبراهيم غانيمي، الذي كان حول مبنى البرلمان عندما اقتحم المهاجمون، ل أسوشيتد برس. "وبمساعدة سائق سيارة أجرة، وصلت إلى زقاق قريب". وحلقت مروحيات الشرطة فوق مبنى البرلمان وتم فصل جميع خطوط الهاتف المحمول من الداخل.

وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان جميع المداخل وبوابات الخروج في البرلمان اغلقت وان المشرعين والصحفيين امروا بالبقاء داخل الغرفة خلال الحصار. وبعد وقت قصير من هجوم البرلمان، استهدف منفذ انتحارى ومهاجمون اخرون ضريح الخمينى الواقع خارج العاصمة طهران، وفقا لما ذكرته الاذاعة الرسمية الايرانية.

واضافت ان حارسا امنيا قتل وان احد المهاجمين قتل على يد حراس امن. كما ألقي القبض على امرأة. وشاهد مراسل أسوشييتد برس قوات الأمن، وبعضهم يرتدون الزي الرسمي وآخرون في ثياب مدنية، حول الضريح الكبير والمزخرف.

وغالبا ما تدعي جماعة داعش الهجمات في جميع أنحاء العالم، حتى عندما لا يمكن تأكيد الروابط مع المجموعة ويبدو أنها مشكوك فيها. ولم يقل المسؤولون الامنيون الايرانيون عن من يشتبه فى انهم وراء الهجمات، على الرغم من ان وسائل الاعلام الحكومية اشارت الى المهاجمين بانهم "ارهابيون". ودفعت الهجمات غير العادية وزارة الداخلية إلى الدعوة لعقد اجتماع أمني عاجل. وحث المسؤولون في وقت ما الناس على تجنب استخدام وسائل النقل العام حتى إشعار آخر.

وستدفع الغارات على موقعين من أهم المواقع المحمية في إيران روحاني، الذي يخدم نفسه كمصلح، ومنافسيه السياسيين بين رجال الدين المتشددين والحرس الثوري، المسؤولين عن الأمن القومي. وفي نداء من أجل الوحدة، توجه رئيس هيئة الأركان في روحاني، حميد أبوطالبي، إلى تويتر للثناء على الأجهزة الأمنية. واضاف "اذا وقعت هذه الهجمات في اي مدينة اخرى في اوروبا او في العالم، فانها ستترك الكثير من الضحايا".

تصفيق قوة وحزم حراسنا الثوريين، الباسيج والشرطة وقوات الأمن ". وقال مسؤولان حكوميان رفيعو المستوى، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، ان الانفجارات قد تدفع الى اللوم وتزيد من حدة القتال السياسى. وقال احد المسؤولين "انهم (المتشددون) غاضبون جدا وسيستخدمون كل الفرص للنمو بقوة لعزل روحاني". وقال الاخر ان هذه الهجمات والمضاربة حول من يدعمها ستدفع ايران الى "سياسة اقليمية اقسى". ودعت وزارة الاستخبارات الشعب الى توخي الحذر وتقديم تقرير عن اى تحرك مشبوه. "تسلل بعض الإرهابيين الجبان إلى أحد مباني البرلمان. وواجهوا. وهي ليست قضية رئيسية. وقال رئيس البرلمان علي لاريجاني في لقاء بثه التلفزيون الرسمي ان "قواتنا الامنية اتخذت خطوات ضرورية".

 

المصدر: أرابتيمس

: 781

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا