خطة الحكومة الكويتية لتطوير الاقتصاد غير مطبق في الواقع - مواطن

07 May 2016 الكويت

وتتنافس دول الخليج على إيجاد مصادر بديلة للدخل لتحل محل النفط من أجل تعزيز اقتصادها وتطوير قطاعات أخرى مثل قطاعي التعليم والصحة. وقد أعلنت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة استراتيجياتها الاقتصادية حتى عام 2030 وتنوي تعزيز فرص الاستثمار في قطاعات مختلفة مثل النقل والطاقة والمياه والإسكان وغيرها، وتخصيص ميزانيات أعلى لتطوير البنية التحتية والموارد البشرية .

وفى الوقت نفسه اكد العديد من المواطنين ورجال الاعمال فى الكويت ان خطة الحكومة لتطوير الاقتصاد لم تطبق فى الواقع. وأعربوا عن أسفهم لأن البيروقراطية الواسعة الانتشار في القطاعات العامة هي العقبة الرئيسية أمام تطبيق الاستراتيجية الاقتصادية للحكومة. وقال المواطن الكويتي عبد الله الكندري إن السبب وراء تدهور الاقتصاد الكويتي هو عدم وجود رؤية شاملة لمعالجة المشاكل الاقتصادية في البلاد. وقال انه يشك في نجاح وثيقة الاصلاح الاقتصادي للحكومة لانها تركز على خصخصة جميع الخدمات والمرافق المقدمة للمواطنين. وقال مواطن آخر أبو العباس إن تدهور الاقتصاد الكويتي بسبب انهيار أسعار النفط كان متوقعا لأن الدولة أهملت تطوير القطاع الخاص وتنفيذ مشاريع كبرى كان من شأنها دعم الاقتصاد في أوقات الأزمات كما هو الحال في دول الخليج الأخرى.

وقال المواطن الكويتي عادل العازمي إن غياب الرقابة البرلمانية على الحكومة هو السبب الرئيسي لتأخر الحكومة في تطبيق خطط إصلاح الدولة. ويعتقد بدر العنزي، وهو مواطن كويتي، أن انتشار الفساد في جميع مؤسسات الدولة هو العقبة الرئيسية أمام التنمية الاقتصادية للبلاد.

لا مبالاة
وفي الوقت نفسه، قال الخبير الاقتصادي عبد اللطيف الأحمد إن عدم اتخاذ قرارات حكيمة من شأنها أن تجعل الكويت على الطريق الصحيح للتنمية الاقتصادية، وحالة الإهمال وعدم الحماس والتصميم على تنفيذ رؤية صاحب السمو أمير البلاد لجعل الكويت المالية والمركز التجاري في المنطقة، فضلا عن غياب الرقابة البرلمانية على الأداء الحكومي أدى إلى الحالة البائسة الحالية في البلاد. كما اعرب عن اسفه ازاء الخدمات الطبية السيئة والظروف المحبطة للطرق فى البلاد.

وأشار رجل الأعمال الكويتي سعد الإبراهيم إلى تزايد البيروقراطية في قطاعات الدولة التي تعتبر، من وجهة نظره، مسؤولة عن الفارق الضخم بين بطء التنمية الاقتصادية في الكويت والتنمية الاقتصادية المزدهرة في دول الخليج الأخرى. وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عادل الحمود إن الكويت كانت تحال على أنها "لؤلؤة الخليج" بسبب اهتمامها بتطوير قطاعي التجارة والصناعة.

ومع ذلك، فإن الكويت هي الآن في أسفل قائمة دول الخليج من حيث التنمية الاقتصادية. واكد ان البرلمانات السابقة اثارت ازمات سياسية فى البلاد مما ادى الى اضطراب الحكومة واصابة ادائها بشكل سيئ. وأشار الدكتور الحمود إلى أن الدول المجاورة كانت غيرة من إنجازات الكويت في الماضي ولكنها اليوم تجاوزت الكويت في العديد من المجالات. وأشار إلى أن الاستراتيجية الاقتصادية الحالية للمملكة العربية السعودية تركز على أربعة جوانب رئيسية هي تنمية الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والتنمية البيئية. وتساءل كيف ستتمكن الدولة من دفع رواتب الموظفين إذا استمرت أسعار النفط في التدهور.

كما أكد الدكتور حمود أنه ليس من المنطقي توقع توقيع وكيل الوزارة على كل وثيقة رسمية، بل الوثائق التافهة، لأن هذا هو السبب وراء تزايد البيروقراطية في مؤسسات الدولة. وقال العميد أسامة الثويني إن الكويت تواجه فشلا كبيرا يتضح من حالة الخوف من مستقبلها وطريقتها في التعامل مع الأزمات من خلال سياسة رد الفعل مشيرا إلى أن مثل هذا الوضع ليس سائدا فقط في الكويت ولكن أيضا في جميع البلدان الإسلامية. وأضاف أن مقارنتها ستكون مثل مقارنة الأسوأ مع الأسوأ.

وأصر على أن السبب وراء هذه الحالة من التخلف في هذه البلدان هو الافتقار إلى المشاريع الفكرية المناسبة. وقال الدكتور علي الإبراهيم، أستاذ العلوم الإدارية، إن تطوير الإدارة هو الأداة السرية لتطوير القطاعات الأخرى، مصرا على أن الإدارة الحديثة لن تتأثر بالعقبات والمضاعفات. وقال "بدون تبني نظام ادارى متقدم فان اى خطة اقتصادية ستظل مجرد كلمات على الورق مما يعنى ان تنفيذ الخطة الاقتصادية سيكون مستحيلا".

قطاع
وأكد الدكتور إبراهيم إبراز أهمية تطوير القطاع الصناعي وتشجيعه، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص من خلال إتاحة المزيد من الفرص للجهات المشاركة في المشاريع الكبرى في البلاد. كما أكد الحاجة إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وإعطاء الأولوية لتنمية الموارد البشرية في جميع الحالات. وأشار الخبير الاقتصادي الدكتور جمال العلي إلى أن دولا مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وقطر كانت تقوم بتوجيه عائدات النفط من أجل تحسين إحيائها الاقتصادي الذي لم يعان منه الكثير من تدهور أسعار النفط .

وقال: "لو كانت الكويت قد وجهت استثماراتها داخل البلاد، فإنها لن تكون قد عانت من الأزمة الحالية التي نتجت عن تراجع أسعار النفط". وبالاضافة الى ذلك، اكد رجل الاعمال سعد العازمي عدم جدية وتصميم خطة الاصلاح الاقتصادي في الكويت. وكشف أن هناك أشخاصا يحتلون الأراضي بشكل غير قانوني في الكويت ويحميهم بعض الأطراف. واعرب العازمي عن اسفه ازاء عدم تسهيل الاجراءات القانونية للقطاع الخاص في الكويت مثل الحصول على ترخيص تجاري او صناعي يتطلب اشهرا عدة وبعد اشهر من الانتظار، يمكن ان ينتهي المشروع بالرفض. وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية بدأت رحلتها الصناعية في السبعينيات من القرن الماضي، حيث بلغ عدد مصانعها 200 مصنع، وأصبح لديها الآن أكثر من 10 آلاف مصنع منها ثلاثة مصانع عملاقة.

: 1465

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا