أخبار حديثة

البلد لإدخال الإصلاحات الاقتصادية الصديقة للأعمال

07 May 2016 الكويت

إن انخفاض أسعار النفط وأسوأ ميزانيتها العمومية على مدى عقود اضطرت الكويت إلى الاستيقاظ من سباتها المطول وإدخال الإصلاحات الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها. وبما أن النفط يمثل أكثر من 92 في المائة من عائداته وبيان صدر مؤخرا عن وزارة المالية أن انخفاض دخل النفط سيؤدي إلى عجز قدره 40.2 مليار دولار في ميزانية 2016-2017 أعلى بنسبة 50 في المائة تقريبا من التقديرات السابقة - من الإصلاحات الرامية إلى تجديد قوانينها التجارية القديمة وجعل البلاد أكثر جاذبية للمستثمرين

صدق البرلمان العام الماضي على قانون هيئة أسواق المال الجديد الذي يسمح بملكية أجنبية أكبر، ويزيد الشفافية ويجعل اللوائح أكثر انسجاما مع المعايير الدولية. كما يجري إعادة تشكيل نظام ضريبة الشركات بشكل كبير في محاولة لتشجيع المزيد من الاستثمارات الأجنبية. وتسعى الحكومة الى تطبيق ضريبة ثابتة نسبتها 10 فى المائة على الشركات لتحل محل الاختلال الحالى الذى يفرض ضرائب على الشركات الاجنبية بنسبة 15 فى المائة من ارباحها بينما تفرض الشركات المحلية رسوما مختلفة تصل الى 5 فى المائة. ومن المتوقع أن تشهد التعديلات زيادة في الإيرادات الضريبية من 330 مليون دولار سنويا إلى أكثر من 2.5 مليار دولار.

كما تخطط الكويت لتحويل خمس من جزرها إلى ملاذات استثمارية من خلال إنشاء مناطق تجارة حرة تسمح بملكية أجنبية بنسبة 100٪، فضلا عن الإعفاءات الضريبية. واذا تمت الموافقة على ذلك، سيطلب من القطاع الخاص تمويل المناطق الحرة وتنفيذها وتشغيلها، وقالت الحكومة فى بيان لها ان هذه المناطق "ستكون بمثابة بوابة اقتصادية وثقافية لمنطقة شمال الخليج والكويت، وستدعم وبالتالي فإن الاقتصاد الكويتي يرفع من قدرته التنافسية الإقليمية والدولية. ومع قيام شركات عالمية مثل هواوي و جنرال إلكتريك وشركة آي بي إم بتصنيعها مؤخرا في سوق الكويت، فإن الحكومة حريصة أيضا على جعل البلاد جذابة لشركات التكنولوجيا الفائقة الأجنبية.

ومع ذلك، وبينما يرحب المحللون بالمبادرات الحكومية الأخيرة، يقولون أنه إذا كانت عجلات الإصلاح ستحافظ على زخمها بسلاسة، فإنها ستحتاج إلى مزيد من التشحيم من قبل الحكومة. وتشير إلى أن الكويت لا تزال سوقا معقدا مع بيئة عمل صعبة نسبيا للشركات. ووفقا لدليل "سهولة ممارسة أنشطة الأعمال" الذي وضعه البنك الدولي، فإن الكويت تحتل المرتبة 101، وهي أدنى مستوى مقارنة ببلدان مجلس التعاون الخليجي الأخرى مثل الإمارات العربية المتحدة، التي تحتل المرتبة 31. فعلى سبيل المثال، يتعين على منظم الأعمال التعامل مع 11 واجهات حكومية لبدء نشاط تجاري ، في حين أن أقران دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى لديهم واجهات تتراوح بين أربعة وسبعة. وقد أدى ذلك إلى ردع تدفقات كبيرة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى البلد.

وكجزء من اصلاحاتها الاقتصادية وتدعيم الايرادات المتساقطة، تهدف الحكومة الى خفض اعاناتها الضخمة وتعديل فاتورة الرواتب المتزايدة. وبينما واصلت وزارة المالية رصد اعتمادات مالية بقيمة 9.6 مليار دولار، بما في ذلك الوقود والكهرباء والمياه، كشفت أن إيرادات الفترة 2016-2017 لن تغطي سوى 71 في المائة من المبلغ الذي يفوق 34 مليار دولار اللازم لتمويل رواتب الدولة والتكاليف المرتبطة بها. الكويت هي آخر دول مجلس التعاون الخليجي لتقليل الإعانات أو إزالتها، على الرغم من أن الحكومة يبدو أنها تتجه في هذا الاتجاه، حيث تجري مناقشات متعددة مع مختلف أصحاب المصلحة في محاولة للتوصل إلى توافق في الآراء. ومن غير المرجح أن يؤثر أي تخفيض في الدعم على المواطنين، وقد أكدت السلطات مرارا وتكرارا على أن المعوقين من ذوي الدخل المنخفض سوف يعفون.

كما أن خفض الإعانات سيجعل المرافق المملوكة للدولة أكثر جاذبية للمستثمرين من القطاع الخاص، حيث تنظر الحكومة في إنشاء صندوق جديد مملوك للدولة من شأنه أن يدير ما يصل إلى 100 مليار دولار في الأصول المحلية بهدف بيعها في غضون خمس إلى سبع سنوات. وتهدف الاستراتيجية الوطنية، من بين أمور أخرى، إلى الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للبلاد وإنشاء الكويت كمركز تجاري لشمال الخليج، مع عدد من الاستثمارات الرئيسية في البنية التحتية للنقل واللوجستيات بما في ذلك الموانئ والمطارات وشبكات الطرق والسكك الحديدية. وتتركز فورة الإنفاق حول خطة التنمية الكويتية للفترة 2015-2020.

واعتمدت الخطة في كانون الثاني / يناير 2015، وهي مرتبطة بمشاريع بقيمة 116 مليار دولار قالت الحكومة إنها ستنفذها خلال فترة الخمس سنوات. ومن بين أكثر من 500 مشروع ميناء جديد بقيمة تقارب 8 مليارات دولار، وهو حاجة ماسة إلى توسع 19.2 مليار دولار في المطار الدولي والمترو. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تمنح الهيئة الكويتية لمشاريع الشراكة (كاب) عقود لمشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص تقدر قيمتها بحوالي 7 مليارات دولار في عام 2016.

كما يقولون، في وقت متأخر أفضل من أبدا. مع وجود السلطة التنفيذية والتشريعية في مزاج نادر للتعاون، فإن الحكومة لديها فرصة فريدة لدفع الإصلاحات الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها من خلال البرلمان. ومع ذلك، من أجل كسب التأييد للقوانين وضمان تنفيذها السلس، سيكون على الحكومة أيضا أن تكسب ثقة الجمهور، وأن الظروف الحالية ليست مضمونة.

: 1181

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا