أخبار حديثة

شركات البورصة الكويتية تخضع لتدقيق غسيل الأموال

30 June 2024 الكويت

خضعت مسألة غسيل الأموال من خلال شركات الصرافة في الكويت للتدقيق في الآونة الأخيرة، مما كشف عن تأكيدات إيجابية ونتائج مثيرة للقلق حول عملياتها. وبحسب تقرير وحدة التحريات المالية لعام 2023، فقد ورد ما مجموعه 2241 بلاغاً بعمليات مشبوهة لغسل أموال، مما سلط الضوء على شركات الصرافة كثاني أكبر مصدر للشبهات بنسبة 29% من إجمالي الإخطارات، أي ما يعادل 640 بلاغاً.


وهذا يسلط الضوء على مجال كبير للقلق فيما يتعلق بدور هذه الشركات في تسهيل الأنشطة المالية غير المشروعة. وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، أكد حكم محكمة التمييز بحبس صرافيين وافدين وغرامة قدرها 60 مليون دينار، على خطورة الوضع. وينبع الحكم من تورطهم في مخطط كبير لغسل الأموال حيث لا تتماشى المعاملات مع القدرات المالية للشركات، وتنطوي على مبالغ كبيرة دون مبررات اقتصادية مشروعة. ودافع عبدالله نجيب الملا رئيس اتحاد شركات الصرافة عن الصناعة، مبينا أن شركات الصرافة في الكويت تعمل تحت رقابة صارمة من البنك المركزي.


وأكد الملا أن أياً من هذه الشركات لا تقوم بعمليات تحويل غير مصرح بها، عازياً ذلك إلى الضوابط الصارمة التي يفرضها البنك المركزي. وأشار إلى أن العملاء يتلقون إشعارات فورية بكلمة المرور لمرة واحدة (OTP) لأي معاملات، وذلك بهدف منع الأنشطة غير المصرح بها. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف بشأن الاستغلال المحتمل لبيانات العملاء من قبل أفراد عديمي الضمير داخل هذه الشركات. واعترف الدكتور صادق البسام، من جامعة الكويت، بوجود ثغرات في الالتزام لدى بعض شركات الصرافة على الرغم من الرقابة التنظيمية. وسلط الضوء على الحالات التي تسيء فيها الشركات استخدام بيانات العملاء لتسهيل المعاملات غير المشروعة، مشددًا على الحاجة إلى تدابير تنظيمية وإنفاذ أقوى للحد من هذه الأنشطة بشكل فعال.


ووصف فيصل مانع الشمري، نائب رئيس لجنة حماية المال العام بنقابة المحامين، جريمة غسيل الأموال بأنها جريمة منظمة تنطوي على أساليب معقدة لغسل الأموال غير المشروعة. وحث الأفراد على الإبلاغ الفوري عن أي إساءة استخدام لبياناتهم أو حساباتهم المصرفية إلى السلطات المختصة لتجنب التورط غير المقصود في أنشطة إجرامية. وشدد الدكتور عبد الله الأميري، الخبير المصرفي، على التداعيات الاقتصادية الأوسع لغسل الأموال، بما في ذلك انخفاض قيمة العملة، والإضرار بالشركات المحلية من خلال خفض الأسعار، والتأثيرات السلبية على سمعة البلاد ومناخ الاستثمار الأجنبي. وفي الختام، في حين يتم بذل الجهود لإنفاذ اللوائح ومنع الأنشطة المالية غير المشروعة، فإن الكشف يشير إلى تحديات مستمرة وضرورة تعزيز اليقظة والتدابير التنظيمية لحماية السلامة المالية والاستقرار في الكويت.


وفي أنباء متصلة، أوضح عبد الله نجيب الملا، رئيس اتحاد شركات الصرافة، أن الكويت لديها إجمالي 185 شركة صرافة، منها 153 تخضع لإشراف وزارة التجارة، و32 إضافية مرخصة من كل من البلدين. وزارة التجارة والبنك المركزي. وتلعب هذه الشركات دورًا حاسمًا في تسهيل التحويلات المالية محليًا ودوليًا، حيث تعمل كقنوات حيوية للمعاملات النقدية. وحتى بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حافظت شركات الصرافة على مستوى عالٍ من الثقة والمصداقية. ويعود ذلك إلى حد كبير إلى الرقابة الصارمة التي يمارسها بنك الكويت المركزي والتزامه بالمعايير المتعارف عليها دوليا، لا سيما بموجب القانون رقم (106) لسنة 2013، الذي يتناول على وجه التحديد مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.


تقضي توجيهات البنك المركزي بأن تقوم شركات الصرافة بإجراء تقييم شامل للمخاطر المرتبطة بالعملاء والمعاملات، ويطلب منهم التحقق من هويات العملاء والمستفيدين النهائيين المشاركين في التحويلات المالية. علاوة على ذلك، يجب على هذه الشركات الاحتفاظ بسجلات ووثائق شاملة تتعلق بعملائها ومعاملاتها. يجب الإبلاغ فورًا عن أي أنشطة تثير الشكوك حول سلوك مالي غير مشروع إلى السلطات المختصة لإجراء مزيد من التحقيقات واتخاذ الإجراءات اللازمة. بشكل عام، تعمل شركات الصرافة في الكويت كمكونات أساسية للنظام المالي والمصرفي، حيث تساهم بشكل كبير في الاقتصاد من خلال تسهيل التحويلات المالية الآمنة والمنظمة محليًا ودوليًا.


وفي أحدث التطورات، قالت وزارة التجارة والصناعة إنها تقوم بالتحقق من التراخيص التجارية لشركات الصرافة، حسبما ذكرت صحيفة السياسة اليومية. وفي عام 2023، أصدرت الوزارة قرارًا وزاريًا يهدف إلى تحديد المستفيدين الفعليين لحماية بيانات الشركات والمؤسسات من الاستغلال المشبوه. ويساعد هذا القرار جميع الجهات والجهات المالية والرقابية بالدولة في الحصول على بيانات دقيقة. يتم الاحتفاظ بسجلات مفصلة لكل معاملة تحويل أموال لبناء قاعدة بيانات كاملة وصحيحة وموثوقة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية التي يجب اتباعها إذا تبين أن البيانات غير صحيحة. وشدد المصدر على أهمية الإبلاغ الفوري عن أي معاملات غير مصرح بها وحث العملاء على مراجعة حساباتهم المصرفية بانتظام. وأضاف أن إجراءات الوزارة مشددة، فإذا ثبت تورط أي شركة صرافة في عمليات غسيل أموال، فسيتم إحالتها فورًا إلى النيابة، وسيتم إغلاق الشركة وتوقيع الجزاءات والغرامات المالية.



بقلم ناجح بلال

السياسة/ طاقم عرب تايمز

: 119

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا