أخبار حديثة

المرشحون حثوا على جعل مشاركة الشباب في مثل هذه السلوكيات المختلة والعنف مسألة ذات أولوية

19 November 2016 الكويت

على مدى العقد الماضي، أصبح سلوك الشباب المعادي للمجتمع والعنف مصدر قلق وطني كبير وقضية سياسية سياسية رفيعة المستوى أثارت التغطية الإعلامية في الكويت. فغالبا ما يرتكب الشباب هذه الجرائم في المدارس والأماكن العامة.

إن مشاركة الشباب في مثل هذه السلوكيات المختلة والعنيفة تعرضهم لخطر السجن والمقاضاة وفقدان تعليمهم ومستقبلهم المهني وربما حياتهم. في ما يسمى مجتمع الشباب كما هو الحال في الكويت، حيث يشكل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 سنة حوالي ثلث مجموع السكان، والحاجة إلى استراتيجية جديدة لزيادة احتمال وجود السكان الشباب كجزء لا يتجزأ من تصبح خطة التنمية في البلد، بدلا من المسؤولية، حاسمة.

وقد كان الرد السائد على عنف الشباب والجريمة من قبل المسؤولين الحكوميين، وواضعي السياسات، ونظام قضاء الأحداث في جميع أنحاء العالم، وفي الكويت أيضا، رد فعل وعقاب. وعلى الرغم من أن جهود التدخل قد ركزت تقليديا على العلاج بعد الوقائع (مثل الحبس وإعادة التأهيل)، تشير عقود من البحوث إلى أن الوقاية هي أكثر الاستراتيجيات فعالية المتاحة للحد من سلوك الشباب المعادي للمجتمع والعنف.

وللمزيد من التفصيل حول هذا الموضوع، أجرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) مقابلة مع خبيران في مجال علم الاجتماع والإعلام ودعيا إلى الانغماس في موضوع العنف الشبابي في البرامج الانتخابية للمرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها في 26 نوفمبر. وقال سعود الغانم أستاذ علم النفس في جامعة الكويت إن الشباب يشكلون الجزء الأكبر من المجتمع الكويتي ويغلقون عيونهم على هذا الجزء الكبير من المجتمع، مضيفا أن إهمال المرشحين لمعالجة القضايا ذات الصلة بالشباب فإن الانتقاد سيجعل الشباب يتجنبون التصويت لهؤلاء المرشحين. وأضاف الغانم أن قضية العنف ضد الشباب لكثير من المرشحين لا تشكل ظاهرة في الكويت وليس ظاهرة كبيرة يجب معالجتها، وبالتالي تصبح أقل أهمية للمناقشة في برامجها الانتخابية بدلا من معالجة "القضايا الرئيسية" مثل الإسكان والتعليم والصحة.

وأشار إلى أن عددا كبيرا من المرشحين يعتقدون أن حل مسألة عنف الشباب يستغرق وقتا طويلا ويفضل معالجة قضايا أخرى قد تكون موضع اهتمام شريحة أكبر من المجتمع مثل التعليم والصحة والإسكان. وقال إن إهمال العديد من المرشحين للتصدي لعنف الشباب يكمن في عدم وجود خلفية تعليمية، قائلا إن المرشح ذو الخلفية التعليمية سيضع بالتأكيد هذه المسألة على سبيل الأولوية. وقال إن عددا من المرشحين في الدائرة الثانية قد تناولوا القضايا ذات الصلة بالشباب وليس فقط العنف حيث أنهم قريبون جدا من همومهم وقلقهم.

وأضاف أن عنف الشباب ظاهرة غريبة على المجتمع الكويتي ورفضه تماما، وأضاف أن الشباب ينظرون إلى النواب باعتبارهم نموذجا يحتذى بهم، وإذا لم يكنوا على مستوى المسؤولية، فإن الجيل الشاب سيحذو حذوه. وحث وزارة الدولة للشباب على التوصل إلى حل مجتمعي ومشروع الدولة لاستغلال طاقات الشباب، قائلا إن أربع سنوات بعد تأسيس وزارة الشباب لا تزال أقل من الطموحات. كما دعا وزارة الدولة لشؤون الشباب إلى معالجة قضية الشباب في المدارس وفي المنزل وفي كل مكان حيث يشكل شريحة الشباب جزءا كبيرا من المجتمع الكويتي وآمال المستقبل.

من جانبه قال الدكتور يعقوب الكندري أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة الملك سعود وعميد كلية العلوم الاجتماعية السابق في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المرشحين يحاولون بكل الوسائل اغتنام الناخبين للتصويت لصالحهم، على القضايا الهامشية، واتهام بعضهم بعضا بدلا من التركيز على القضايا الملحة بما في ذلك عنف الشباب. وأضاف أن العديد من المرشحين يتجاهلون القضايا الاجتماعية مثل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والعنف والمخدرات والمسنين والطلاق، قائلا إن مثل هذه القضايا عندما يعالجها المرشح لا تجذب الناخبين، بل تركز بدلا من ذلك على قضايا سياسية أخرى تهم مصلحة كبيرة جزء من الناس. وقال ان طبيعة المجتمع الكويتي تعتمد بشكل كبير على معالجة القضايا السياسية بدلا من القضايا الاجتماعية، قائلا ان السياسة هي طريقة سهلة لقلوب الناخبين. وأكد على الدعوة لبناء البشرية بدلا من التركيز على البنية التحتية، قائلا أن القضايا الاجتماعية لا تحصل على الاهتمام اللازم مماثلة لتلك ذات الصلة للبنية التحتية للدولة.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت التشريعات الحالية فعالة لحل هذه المسألة، قال الكندري ان الكويت دولة مؤسسات، لكن "نحن نفتقر الى مشكلة في تطبيق القانون بشكل فعال". كما دعا الى تبسيط الاجراءات القضائية وتنفيذ اجراءات اكثر صرامة ضد المخالفين لان قضايا الأحداث تستغرق سنوات طويلة الى ان تنتهى، ومن ثم ينسى الخطأ الحقيقى. من جهتها، قال الدكتور ملاك الرشيد، أستاذ علم الاجتماع وإدارة الخدمات الاجتماعية في جامعة الكويت لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان العديد من المرشحين لا يعطون هذه القضية الاولوية، حيث ان خلفيتهم التعليمية تركز اساسا على السياسة والاقتصاد والنهج القانوني، يتطلب عنف الشباب اهتمام علماء الاجتماع والخبراء في هذه المجالات.

أما الجانب الثاني الذي يجعل العديد من المرشحين لا يلمسون هذه المسألة، فبمجرد قيامهم بذلك، سيتعين عليهم إيجاد حلول لمثل هذه المشاكل التي لن يكونوا قادرين على القيام بذلك نظرا لانعدام الخبرة في هذا المجال. واضافت ان العديد من المرشحين يلجأون ايضا الى قضايا تجذب الناخبين مثل قضايا الاسكان والتعليم والصحة ويعتقدون انهم يفتقرون الى المعرفة اذا قرروا ادراج قضية العنف الاسري فى جداول اعمالهم.

 

المصدر: أرابتيمس

: 1054

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا