رفع أسعار الوقود يرى الناس القفز على وسائل النقل العام

03 November 2016 معلومات

وقد تسبب الارتفاع الأخير في سعر البنزين في الكويت في العديد من سائقي السيارات، سواء كانوا من المواطنين أو المغتربين، في إعادة التفكير في ما إذا كانوا سيواصلون استخدام سياراتهم الخاصة أو البحث عن وسائل بديلة للنقل. وقد دفعت الخطوة المفاجئة التى اتخذتها الحكومة لزيادة اسعار البنزين العديد من سائقى السيارات الى محاولة خفض نفقاتهم على النقل. وكثيرون يختارون خيار النقل العام، حيث تزيد معدلات سيارات الأجرة وبالتالي فهي ليست فعالة من حيث التكلفة.

وكما رأينا في العديد من البلدان المتقدمة، لعبت وسائل النقل العام دورا رئيسيا في الحد من الازدحام المروري وربط مختلف المناطق. ومع ارتفاع أسعار الوقود، لجأ العديد من سائقي السيارات إلى وسائل النقل العام بدلا من استخدام سياراتهم الخاصة كوسيلة لتوفير المال. ومع ذلك، فإنها تواجه العديد من المعضلات من نظام النقل الضعيف مثل محطات الحافلات المقلمة، وعدد أقل من الحافلات السفر بعض الطرق، سائقي الحافلات وقحا ومشتتا والحافلات المزدحمة.

وفي مقابلة منفصلة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا)، اتفق عدد من ركاب الحافلات، بينهم رعايا ومغتربين، على أنهم يفضلون استخدام وسائل النقل العام للمساعدة في الحد من الاختناقات المرورية وتقليص استخدام سياراتهم خاصة في ظل ارتفاع أسعار الوقود مؤخرا.

ومع ذلك، ذكر أنهم سوف يشعرون بمزيد من الراحة في الخدمات التي تقدمها وسائل النقل العام إذا كان هناك العديد من التحسينات بما في ذلك زيادة الحافلات ومواقف الحافلات المظللة ومكيفة الهواء، أسعار معقولة وخدمة سريعة.

وقال محمد عدنان، وهو مواطن كويتي، إنه لا يمانع في استخدام وسائل النقل العام إذا قدمت الشركة خدماتها على قدم المساواة مع المعايير الدولية. وأضاف أنه كان يأخذ الحافلة قبل أن يحصل على رخصة القيادة الخاصة به والتمتع ركوب، مما أنقذ له عناء التعامل مع الاختناقات المرورية والبحث عن أماكن وقوف السيارات. وأعرب عن أمله في أن تكون وسائل النقل العام في الكويت أفضل يوما ما في الدول المجاورة لدول مجلس التعاون الخليجي "كموارد الكويت وإمكانياتها".

وقال نبيل ناصر، وهو كويتي آخر، إنه يفضل استخدام وسائل النقل العام خاصة بعد استخدام السيارة المزعجة. وأشار إلى أنه يكسب 200 دينارا كويتيا كبدل جامعي، مع ارتفاع أسعار الوقود، جعل وضعه المعيشي أصعب قليلا. وأضاف أنه سيحرص على ركوب الحافلة بشرط أن يأخذه مباشرة إلى الجامعة ويعود إلى منزله لمحاولة توفير بعض المال لاستخدامه الشخصي.

وقال علي احمد المغترب من مصر لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه يمتلك سيارة كان يقودها يوميا للعمل ولكن صدمت مؤخرا عندما ارتفعت اسعار الوقود الامر الذي جعله يقرر العودة الى وسائل النقل العام كما هو قبل بضع سنوات. وأشار إلى أن بعض الوجهات الجديدة في الكويت لا يمكن الوصول إليها بواسطة الحافلات العامة، الأمر الذي يجعل الرحلة تعمل "معضلة".

وقال سعد فرحان، وهو مغترب آخر من اليمن، إنه يفكر في بيع سيارته واستخدام وسائل النقل العام لأنه لا يستطيع دفع ثمن الوقود الجديد بسبب الميزانية المحدودة.

ولتقديم وجهة نظره حول الخدمات العامة، أجرت وكالة الأنباء الكويتية مقابلة مع المدير التنفيذي لشئون النقل في شركة النقل العام الكويتية. عبد الله صالح ناصر، الذي دعا إلى وضع التشريعات والقوانين التي تنظم قطاع النقل العام في الكويت مماثلة لتلك الموجودة في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا.

وقال ناصر إن النقل العام في الكويت في حاجة ماسة إلى دعم الدولة لها لتكون قادرة على تنفيذ وتقديم خدمات أفضل للركاب. وأعرب عن تفاؤله بأن الهيئة العامة للطرق والنقل ستضطلع بمهامها لتحسين شبكة النقل الكويتية في جميع وجهات النظر مثل البنية التحتية والطرق والجسور وكذلك الأراضي التي من شأنها أن تساعد في نهاية المطاف في تطوير عمليات النقل العام لخدمة أفضل بلد.

وأوضح أن الحد الأدنى من الدعم يذهب إلى وسائل النقل العام في الكويت، في حين أن الحكومة في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى تدعم هذه العملية بنحو 70 في المئة من التكلفة الإجمالية.

كما دعا إلى تسهيل شبكة شاملة للنقل العام في الكويت، إضافة إلى قيام الجهات المعنية بما فيها وزارة الأشغال العامة والبلدية الكويتية والهيئة العامة للطرق والنقل بالعمل معا لصالح هذا القطاع الحيوي.

وردا على سؤال حول ما اذا كان قرار الحكومة الاخيرة برفع اسعار الوقود كان له اثر على الاشخاص الذين يستخدمون وسائل النقل العام بدلا من سياراتهم الخاصة قال ناصر ان القرار كان له تأثير ضئيل على العملاء غير الملحوظ نظرا لعدم وجود وسائل نقل عامة كاملة الشبكة التي تتطلبها البلاد.

وقال ناصر إن تحقيقا في خطط الشركة لتحديث أسطولها لخفض استخدام السيارات الشخصية، كان دائما مهتما بأسطولها، وضمنتها أحدث المواصفات والتكنولوجيا التي تناسب البنية التحتية والبيئة في الكويت. وأضاف المسؤول أن أسعار حافلات كبك بأسعار معقولة جدا بالمقارنة مع تلك الموجودة في بعض دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة، بالإضافة إلى السلامة، قائلا إنه لم يحدث أي خسائر بشرية على أساطيلها منذ سنوات عديدة.

وأضاف أن حافلات الشركة لم تتوقف منذ تأسيسها، في حين توقفت خدمات الحافلات في البلدان المجاورة منذ فترة بسبب أزمة أسعار النفط السابقة في الثمانينيات.

وأضاف أن الشركة حريصة جدا على التأكد من أن سائقي حافلاتها يمتثلون لجميع أنظمة السلامة والحركة المرورية، مضيفا أنه سيتم معاقبة المخالفين. واختتم بالقول إن الشركة حريصة على أن تتنافس خدماتها مع الدول المجاورة بمجرد أن تدعم البنية التحتية والتنظيم وسائل النقل العام.

تم إنشاء الهيئة العامة للطرق والنقل البري وفقا للقانون رقم (115) لسنة 2014 وتناول النقل عبر أراضى الركاب والبضائع والأمتعة والمعدات من مكان لآخر بمختلف وسائل النقل.

تأسست الشركة الكويتية للنقل العام بموجب مرسوم أميري رقم (60) لسنة 1962. وحصلت شركة البترول الكويتية على شهادة الجودة العالمية إسو 9001. انضمت الكويت إلى محاولة الترويج للنقل العام مرة أخرى في 20 سبتمبر 1962 مع تأسيس شركة الكويت للنقل العام (كبتك)، ولكن على الرغم من هذه الحقيقة، لا تزال المشكلة موجودة. وعلى الرغم من كل هذه القضايا، سوف تستمر وسائل النقل العام في جذب الركاب وسط الزيادة الحالية في أسعار الوقود بمجرد تعديلها.

: 2264

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا