الخطاب التمييزي يزيد من الاستياء تجاه المغتربين

30 December 2016 الكويت

وقد تركت انتخابات الجمعية الوطنية الأخيرة الشعور بالسلبية التي ستبقى في المجتمع الكويتي لفترة طويلة، ومن أبرز معالمها الخطاب التمييزي الذي ينشر الكراهية تجاه المغتربين.

وقد لوحظ انتهاك فاضح لمبادئ حقوق الإنسان في الحملات الانتخابية لبعض المرشحين في محاولة للاستفادة من قضية هيكل السكان غير المتوازن للحصول على دعم الناخبين وشن هجمات على القوى العاملة المغتربة المغتربة.

وقد نسي هؤلاء المرشحون أو تجاهلوا حقيقة أن أقوالهم زرعت بذور الأفكار المنحرفة التي لها آثار سلبية وخطيرة على المغتربين؛ كان مثل صب زيت الطهي على النار.

وأشار العديد من المواطنين والمغتربين في تقرير تحقيقي إلى أن الخطاب التمييزي والطلب على زيادة الرسوم المفروضة على المغتربين سيؤدي إلى ركود الاقتصاد لأنه سيدفع المغتربين الماهرين إلى الانتقال إلى البلدان المجاورة حيث يمكن تحقيق حياة أفضل، وهناك المزيد امتيازات مقارنة بالكويت؛ بالإضافة إلى العديد من الأسر العائدين إلى وطنهم الأم مما يعني أن عدد العزاب سيزداد.

واضافوا ان مثل هذا الخطاب سيحجب المغتربين من البلاد ويؤدي الى انهيار العديد من المؤسسات الاستهلاكية من بينها المجمعات التجارية والمطاعم. وأكدوا أن هذا الجو التمييزي لا يتفق مع سمعة الكويت بأنها متسامحة.

الإحصاء
وفقا للإحصاءات الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي في 30 يوليو 2015؛ يمثل العمال الوافدون في القطاع الحكومي 26٪ من إجمالي القوى العاملة، على الرغم من أنهم يشكلون الأغلبية في القطاع الخاص بنسبة كبيرة مقارنة بالمواطنين.

وفيما يتعلق بالرواتب، يحصل حوالي ثلثي (59.3٪) من المغتربين على راتب يقل عن 180 دينارا كويتيا؛ في حين أن الذين تتراوح رواتبهم بين 180 و 360 دينارا كويتيا يشكلون 24.2 في المئة وتلك التي تحصل على أكثر من 360 دينار كويتي تشكل 16.51 في المئة.

وأوضح عزمي صالح، وهو مغترب، أنه عندما سمع حملته شعرت بعدم الارتياح بسبب الخطاب التمييزي تجاه غير الكويتيين، خاصة عندما يتعلق الأمر بزيادة الرسوم. وتساءل عما إذا كان المغتربون يأتون إلى الكويت لتدافع أو يعملون مقابل أجر. واكد ان المغتربين لا يتلقون اكثر مما يستحقونه فى هذا البلد.

وأعرب عن رغبة أحد المغتربين الآخرين، صلاح بيومي، في ألا يصبح الخطاب التمييزي حقيقة واقعة بالنظر إلى المرشح الذي وعد بتحمل المسؤولية عن زيادة أسعار الوقود على المغتربين كما لو أن المغتربين العرب وغير العرب لا يتحملون وطأة زيادة أسعار الوقود.

وأشار مواطن، بو يوسف، إلى أن النواب الذين يريدون فرض ضغوط مالية على المغتربين يغفلون أن المواطنين سوف يتأثرون أيضا، في حين أن الحركة الاقتصادية في البلاد ستتأثر سلبا لأن المغتربين سيغادرون في ظل هذه الظروف وأيا كان فإن الإقامة لن تنفق كثيرا في البلاد، ناهيك عن تحويل الكويت إلى بلد من العزاب.

وقال مواطن آخر، إبراهيم الغنام، إنه من المفترض أن يقوم النائب الذكي والداعم بتنوير الناخبين بأن أي ضغوط مالية تفرض على المغتربين ستؤثر على كل قطاع اقتصادي تقريبا في البلاد، ولا سيما قطاعات الاستثمار التجارية والمحلية مثل المدارس الخاصة والمباني السكنية، الآخرين.

متوازن
وحث الغنام أعضاء البرلمان الجدد على التعامل مع أوضاع المغتربين بطريقة متوازنة لتجنب تشويه سمعة الكويت من حيث القوى العاملة الأجنبية. وقال بو عبدالله ان عضو البرلمان اشتكى من مواطن عربي في وزارة الاعلام يتقاضى راتبا قدره 1500 دينار كويتي.

وتساءل ما هو 1500 دينار كويتي عندما يتعلق الأمر بشخص لديه مهارات وخبرات، خاصة وأن هذا الشخص لن يحصل على هذا الراتب إذا لم يكن لديه الخبرة المقابلة. وسأل النواب عما إذا كانوا يعلمون أن مواطنا عربيا يتلقى مبلغا قدره 000 30 دينار كويتي من أحد البنوك لأن ذلك الشخص جعل البنك يحقق أرباحا عالية بسبب خبرته في هذا المجال.

كشف الخبير الاقتصادي الدكتور عادل السعدون عن بعض النواب السابقين والحاليين الذين تناولوا مسألة التمييز ضد المغتربين في الانتخابات الأخيرة. وادعى أن هؤلاء ينشرون الكراهية تجاه المغتربين بينما يجلسون في مكاتبهم وكأنهم لا يعرفون أن المغترب يركب الهاتف الذي يستخدمه والطريق الذي يطارده والميكانيكي الذي يثبت سيارته.

وقال إن التمييز وصل إلى نقطة ينظر فيها النواب إلى الأدوية المقدمة إلى المغتربين كما لو أن المغتربين ليسوا من البشر الذين يحتاجون إلى الخدمات الصحية تماما مثل أي شخص آخر على هذا الكوكب، وينسى أن الأطباء يسمح لهم بوصف الأدوية لمدة شهرين بشكل مستمر قبل رفع أي علم.

المصدر: أرابتيمس

: 726

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا