تحذير على التحويلات المالية من المغتربين

20 March 2017 الكويت

"إن أي تحرك لفرض ضرائب على تحويلات المغتربين في الكويت سيؤثر سلبا على اقتصاد الكويت. ويتعين على مشرعي الكويت إجراء دراسة شاملة للمسألة قبل اقتراح القوانين في هذا الصدد "، كما يقول خبير مالي من الكويت.

وذلك ردا على إصرار العديد من المشرعين على فرض ضرائب على تحويلات المغتربين على أمل أن يولد مصدرا جديدا للدخل للدولة، حيث أن الكويت تتعامل مع العواقب المالية لانخفاض أسعار النفط .

ويشكل حاليا نحو 70 في المائة من سكان الكويت، أي ما مجموعه 4،3 مليون نسمة، من المغتربين.

وطبقا لأحد المقترحات في هذا الصدد، يدفع المغتربون نسبة 2 في المائة للتحويلات التي تقل عن 100 دينار كويتي، وتصل إلى أربعة في المائة للتحويلات بين 100 و 499 دينار كويتي، وخمسة في المائة للتحويلات التي تتجاوز 500 دينار كويتي.

غير أن نائب رئيس جمعية الصرافة طلال بهمان أشار إلى أن مثل هذه الضرائب المقترحة لا يتوقع أن تحقق أي إيرادات كبيرة للدولة بل ستكون لها آثار سلبية على الاستثمارات الأجنبية التي من شأنها أن تساعد البلاد في تنويع مصادر دخلها. وأكد على ضرورة أن تركز الدولة على خلق فرص عمل مدرة للدخل للكويتيين وزيادة إنتاجها المحلي وتقليل الواردات.

كما شدد بهمان على ضرورة ان يتوخى المشرعون الحذر عندما يقترحون تشريعات اقتصادية دون دراسة دقيقة لنتائجهم وتأثيراتها على البلاد ككل، حيث ان العديد من المشرعين يضغطون على سبل مواجهة الخلل الحالى فى السكان، بما فى ذلك فرض ضرائب على المغتربين.

وفيما يتعلق بالبيان الذي أدلى به النائب صفا الحشم في هذا الصدد، حث بهمان المشرع على مراجعة هذه التصريحات المتعلقة بالاقتصاد قبل إصدارها، حيث أن إقرار القرارات دون إجراء دراسات مناسبة سيسبب أعباء اقتصادية سيتحملها المواطنون بشكل مباشر أو غير مباشر يتحمل.

وقال النائب هاشم والناظرون الذين تحدثوا عن حجم معاملات المغتربين إنهم لا يتشاورون مع الجمعية، وهي الهيئة الرسمية في الكويت التي تتعامل مع هذا القطاع، وهي أكثر اطلاعا على آلية العمل وتداعياتها أي تغييرات عليه. ولذلك، فإن استشارة الجمعية في هذا الصدد ضرورة ". مؤكدا أن الدعوات لفرض رسوم على معاملات المغتربين تمت دون دراسة تداعياتها على قطاع الاقتصاد بأكمله الذي يتكون من أكثر من 40 شركة كويتية.

وأشار بهمان إلى أن "بعض البيانات الأخيرة لا تمثل سوى وسيلة لجمع الأموال. وفي الواقع، سيؤدي ذلك إلى عوائد أقل بكثير ولن يمثل قيمة مضافة فعلية في التوازن الاقتصادي الوطني، أو حتى يحفز الوضع الاقتصادي مع نشاط جديد مؤهل ليكون مصدرا لتنويع الدخل. وبدلا من ذلك، سوف تصبح في نهاية المطاف عبئا جديدا ".

وتابع قائلا: "ينبغي البدء بالإصلاحات الاقتصادية الفعلية بفتح الطريق أمام الأنشطة التنفيذية وإثرائها من أجل إيجاد فرص عمل. ويجب أن تتحقق العوائد المالية من خلال عمليات إنتاجية حقيقية تعتمد على القوى العاملة الوطنية بوصفها العامل الرئيسي، مع مراعاة احتياجات البلد من العمليات الإنتاجية ". وأضاف بهمان: "سوف يقلل من استيراد المنتجات الأجنبية لصالح المنتجات المحلية، ويؤدي إلى اثنين من الفوائد - تخفيض المال الذي يترك الكويت عند شراء السلع الاستهلاكية، وخلق النشاط الاقتصادي الذي يجلب قيمة مضافة حقيقية على الاقتصاد الوطني".

وبصرف النظر عن ما ذكر أعلاه، قال إن مقترحات هؤلاء النواب تتناقض مع القيم الأخلاقية التي تدعمها الدولة ومركزها "بلد إنساني". وقال باهمان "يجب على الكويت، بدلا من معاقبة المغتربين، أن تركز على تهيئة بيئة جذابة لهم تشجعهم على الاستثمار في الكويت وتوفير أموالهم هنا. وهذا يعني توفير فرص استثمارية حقيقية يمكن أن ترفع مستويات السيولة في السوق وسترفع الاقتصاد الكويتي ككل ".

وأكد أنه "ينبغي إجراء دراسات لإعداد آلية اقتصادية من شأنها أن تخلق بيئة من شأنها أن تدفع المغتربين لضخ أموالهم في اقتصاد الكويت. ومن شأن هذه الآلية أن تخلق نشاطا جديدا من شأنه أن يحفز اقتصاد البلاد ككل، بعيدا عن فكرة فرض الضرائب، الأمر الذي سيؤثر على المواطنين أولا قبل المغتربين ويترك آثارا سلبية بغض النظر عما إذا كانت الضرائب تنفذ أم لا ".

وحذر بهمن من أن فرض ضرائب على تحويلات المغتربين سيجبرهم على اختيار طرق بديلة لإرسال الأموال إلى ديارهم من خلال السوق السوداء وغسل الأموال.

ولتوضيح ذلك، قدم ستة عواقب متوقعة في حالة تنفيذ التهم والاقتطاع الضريبي: -

■ سوف يلجأ المغتربون إلى "السوق السوداء" للحصول على أسعار أفضل دون دفع الضرائب المفروضة عليهم. وسيؤثر ذلك سلبا على أنشطة شركات الصرافة التي تعاني بالفعل على مدى العامين الماضيين بسبب سوق الصرف غير القانوني.

■ سوف يلجأ المغتربون إلى نشاط "المراجحة"، وهو تجارة تحقق أرباحا من خالل استغالل فروق األسعار في األدوات المالية المماثلة أو المشابهة في أسواق مختلفة أو بأشكال مختلفة. ويستخدم هذا النشاط في الحفاظ على قيمة معاملاتهم، مما يعني أن هناك زيادة في شراء الأصناف ذات العلامات التجارية وزيادة مبررة في الطلب، مما سيزيد الأسعار. وهذا بدوره سيؤثر على المواطنين.

■ غسل الأموال من خلال المراجحة والسوق السوداء التي هي غير منتظمة وليس لها قيود.

■ ستزداد كلفة الرصد والرقابة في الكويت، ألن الوكاالت المعنية ستحتاج إلى آليات جديدة للتعامل مع التغييرات وتحصيل المستحقات.

سيغادر املهنيني املهرة البلد ويطلبون عمل في أماكن أخرى في بلدان أخرى. وقد فضلت هذه القوة العاملة الكويت في المقام الأول بسبب انخفاض العبء الاقتصادي للفرد الواحد من حيث إنقاذ العائدات.

■ زيادة الرواتب نتيجة لزيادة تكاليف المعيشة، والتي ستكون الطريقة الفعالة والعملية للشركة لالحتفاظ بقوتها العاملة الوافدة التي تبحث دائما عن مراعي أكثر اخضرارا في أماكن أخرى.

وهذا يعني أن هذه الزيادات في المرتبات يجب أن يغطيها المواطنون.

 

المصدر: أرابتيمس

: 1059

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا