والعنف ضد الشابات أمر شائع بين الأقارب من الدرجة الأولى

10 December 2023 الكويت

وفي دراسة أجراها باحثون من جامعة الكويت بالتعاون مع شركة آسيا للأبحاث والاستشارات الإحصائية، حددت الجامعة عدد الملاجئ ومراكز الاستشارة والخطوط الساخنة المتوفرة للنساء المعنفات في البلاد بناء على حجم العنف ضد المرأة. مؤلفو الدراسة الدكتورة لبنى القاضي، والدكتورة مها السجاري، والدكتور أنور الخرينج، والدكتور أحمد الصبر، والدكتورة دلال البالول، والدكتور حمد العسلاوي. وأفيد أن حوالي 10 آلاف امرأة كويتية شاركت في الدراسة، غالبيتهن ينتمين إلى الفئة العمرية من 18 إلى 25 سنة، أي 47 في المئة من العدد الإجمالي. وتلا ذلك النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 26 و33 عامًا (17%)، ثم النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 34 و41 عامًا (13%).


غالبية المشاركين (53%) عازبون، و50% متزوجون، و6% مطلقون. ويحمل ما يقرب من ثلثي المشاركين درجة البكالوريوس (67%)، بينما يحمل 14% شهادة الدبلوم، و12% يحملون شهادة أقل من الثانوية العامة.


ويعمل حوالي نصف المشاركين (49%) في القطاع الحكومي، ونحو الثلث (30%) في القطاع الخاص. هناك مشاركين من ست محافظات مختلفة، وتوزيعهم حسب المحافظة متطابق تقريبًا.


أجاب 2772 مشاركا أو 35.5% بالإيجاب عندما سئلوا عما إذا كانوا يعرفون نساء يتعرضن حاليا للعنف في الكويت. وأكد ما مجموعه ثمانية بالمائة من العينة أنهم يتعرضون حالياً للعنف ويحتاجون إلى تدخل علاجي عاجل. وتبين أن 20 من كل 10 آلاف امرأة كويتية معرضات لخطر الموت نتيجة لإجمالي نسبة النساء اللاتي يتعرضن للعنف حاليا (43.5 في المائة).


وفيما يتعلق بهوية المعتدين، فإن أبرز المعتدين على المرأة هم أقارب من الدرجة الأولى. العنف ضد المرأة هو في المقام الأول لفظي بنسبة 6.9 في المائة، يليه العنف النفسي مثل الاحتجاز أو الحرمان أو الابتزاز بنسبة 4.8 في المائة، والعنف الجسدي بنسبة 4.3 في المائة، والعنف النفسي بنسبة 3.7 في المائة. وأيد معظم المشاركين في الدراسة إنشاء خط ساخن للطوارئ يعمل على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع للإبلاغ عن أي حالات طوارئ قد تهدد حياتهم. أكد غالبية المشاركين على ضرورة إنشاء مركز استشاري يومي حتى تحصل النساء ضحايا العنف على التوجيه والعلاج الذي يحتجن إليه، سواء كن في حالة طارئة أم لا؛ بينما أكد 86% من المشاركين في الدراسة الحاجة إلى ملاجئ أو مساكن للنساء المعنفات تحمي الضحايا اللاتي تتعرض حياتهن للخطر.


وأشارت الدكتورة مها السجاري إلى أن نتائج الدراسة الاستطلاعية وفق المتغيرات الاجتماعية والديموغرافية لعينة الدراسة في جميع محافظات الكويت تشير إلى رغبة قوية في إنشاء دور إيواء وخط ساخن ومراكز للإرشاد الاجتماعي والنفسي للنساء المعنفات. . وقالت إن هناك إقبالا كبيرا في المجتمع الكويتي وخاصة بين فئة الشباب على إنشاء دور إيواء للنساء المعنفات. كما كشفت الدراسة أن الأب والزوج والأم هم الأكثر ممارسة للعنف تجاه المرأة، وأن العنف اللفظي هو أكثر أنواع العنف شيوعاً بين أفراد عينة الدراسة. وأوضحت الدكتورة لبنى القاضي أن نتائج هذه الدراسة تتفق مع إحصائيات منظمة الصحة العالمية، حيث أشارت إلى أن 30 بالمئة من نساء المجتمع يعانين من العنف وأن المعتدي هو قريب للضحية من الدرجة الأولى.


ومن الضروري أن يقضي المجتمع فترات طويلة من الوقت في تثقيف نفسه حول أهمية العلاقات الأسرية الصحية المبنية على التفاهم والاحترام والخالية من العنف. إن قلة الوعي بالعنف من الناحية النظرية يعد من أكثر العوامل التي تدفع الناس إلى الاعتداء على الآخرين، سواء كانوا رجالا أو نساء. ونتيجة لذلك، يتم إنشاء جيل ينظر إلى هذه الممارسات كحق مشروع وجزء من الممارسات التربوية. وشدد الخرينج على أهمية الوعي والتنشئة الاجتماعية السليمة المبنية على احترام العلاقات والأدوار والاختلافات والمسافات والاختيارات.

: 522

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا