ويثير النمو السكاني في الكويت مخاوف اقتصادية

09 May 2024 الكويت

تقدم البيانات الرسمية الأخيرة الصادرة عن كل من الهيئة العامة للمعلومات المدنية (PACI) والإدارة المركزية للإحصاء (CSA)، والتي تعكس النمو السكاني والتطورات حتى نهاية عام 2023، رؤى مهمة حول التحديات المستقبلية التي تواجهها الكويت، حسبما ذكرت صحيفة الجريدة اليومية. . إن التوافق الوثيق بين الأرقام الواردة من هذه المؤسسات، وهو أمر نادر، يؤكد دقتها. وتكشف أن عدد الكويتيين الذين تقل أعمارهم عن 34 عاما، والذين ولدوا بعد الغزو العراقي، أصبحوا يتجاوزون المليون (1.034 مليون كويتي)، يشكلون 66 في المائة من إجمالي سكان الكويت (1.546 مليون). ومن بين هذه الفئة، بلغ عدد المواليد بعد عام 2000 788 ألفاً، يشكلون 51 في المائة من الكويتيين، في حين يصل عدد من تقل أعمارهم عن 19 عاماً إلى 658 ألفاً، أي 42 في المائة من الكويتيين. ويشير هذا إلى تحول ديموغرافي كبير، حيث أن 65% من الكويتيين بعد عام 1990 ولدوا بعد عام 2000.


مهم

تثير هذه الإحصائيات أسئلة حاسمة حول مستقبل الكويت الاقتصادي. وهي تتحدى فكرة الرخاء المستدام منذ عام 2001، والذي تغذيه الزيادات في أسعار النفط، للتعويض عن الركود الاقتصادي. وعلى الرغم من الآثار التضخمية، شهدت هذه الفترة تراجعا في نوعية الحياة والخدمات. ومع ظهور جيل الشباب، الذي يشكل أغلبية المجتمع الكويتي، تواجه البلاد متطلبات متزايدة في الميزانية للخدمات والفرص، بما يتجاوز العقود السابقة.


وهذا التحول الديموغرافي، على عكس ما يحدث في العديد من البلدان، يجهد الموارد المالية للدولة، وأسواق العمل، والخدمات العامة. وستشهد السنوات المقبلة ضغوطاً هائلة على التعليم والإسكان والرعاية الصحية، مع ما يترتب على ذلك من آثار على تشغيل العمالة والبنية التحتية. وتتجاوز الحاجة إلى خلق فرص العمل القدرة الحالية، حيث يبلغ عدد الشباب الباحثين عن عمل ضعف عدد الوظائف الحالية.


علاوة على ذلك، يتزايد الطلب على السكن والخدمات الأساسية. وتتطلب هذه التحديات أسئلة ملحة حول اعتمادات أسعار النفط في الموازنات المستقبلية، واستدامة التعليم، وسياسات الإسكان، وتكاليف الطاقة، والضمان الاجتماعي لأكثر من مليون شاب كويتي. تتطلب معالجة هذه المخاوف حكماً مستقراً، وهو ما تفتقر إليه الكويت بسبب قصر مدة الإدارات ودورات البرلمان.


وبينما يمكن الإجابة على بعض الأسئلة بجهد وجدية، يبقى السؤال الدائم: كيف ستحكم الأجيال القادمة على فشلنا في مواجهة القصور الإداري والسياسات الشعبوية؟ ومن الضروري تجنب النتائج السلبية من خلال إعادة تقييم الاستراتيجيات غير الفعالة وتعزيز الحلول الفعالة لازدهار الكويت في المستقبل.

: 381

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا