ومن المتوقع ان تستغرق الحكومة الجديدة بضعة اسابيع

05 November 2017 الكويت

وكانت الحكومة الكويتية استقالت الاثنين الماضي بعد اقل من اسبوع على افتتاح مجلسها بعد استجواب احد اعضائها خلال جلسة برلمانية.

وينص الدستور الكويتي على ان استقالة رئيس الوزراء ستؤدي الى استقالة او الغاء مجلس الوزراء، كما قدم رئيس الوزراء استقالته الى امير الكويت الذي قبله. واعلن رئيس البرلمان ان الهيئة التشريعية لن تجتمع حتى يجلس برلمان جديد، وفى الوقت نفسه فان الحكومة الحالية ستعمل كدائرة مؤقتة مؤقتة.

ومن المتوقع أن تستغرق عملية اختيار مجلس الوزراء الجديد بضعة أسابيع. ومع ذلك، لا يوجد طول رسمي من الوقت الذي يجب على رئيس الوزراء - الذي يعينه الأمير - تشكيل حكومة جديدة. وتشير أسباب هذه الاستقالات إلى التوازن الصعب الذي تأمل حكومة الكويت في ضربه بين التقشف والدعم العام والحكم الفعال.

المعارضة الكويتية - نصف البرلمان تقريبا - هي ائتلاف فضفاض من النواب القبليين والإسلاميين. وفي حين أن الأحزاب السياسية غير قانونية من الناحية الفنية في الكويت، فقد تمكنت المعارضة من إبطاء جدول أعمال التقشف الحكومي - وهو رد على استمرار انخفاض أسعار النفط.

اجتمع الاعضاء القبليون في المعارضة الكويتية قبل اكثر من شهر من افتتاح البرلمان لتنسيق جدول اعمال يتضمن معارضة زيادة اسعار الرعاية الصحية للمغتربين واسعار الوقود. ومن بين القضايا التى نوقشتها اقتراحا باجبار الحكومة على اجراء تعديل وزاري من خلال تحديد سلسلة من الاستجوابات المكثفة فى البرلمان. هذه "الشظايا" تعوق التصويت على تدابير أخرى وتجبر الحكومة على إنفاق رأس المال السياسي الذي يدافع عن سياساتها.

ووقعت اول عملية استجواب ضد وزير الاعلام الكويتي في اليوم الافتتاحي للبرلمان. وقد تم التخطيط لاقرار عدم الثقة فى اليوم التالى لوزير الحكومة الا ان الاخبار عن الاستقالات استبقت الامر.

ويعتبر التعديل الوزاري مؤشرا على أن تكتيكات المعارضة كانت فعالة على المدى القصير. ومع ذلك، ونظرا لعدم وجود موعد نهائي يمكن من خلاله تعيين حكومة جديدة، قد تكون الحكومة قادرة أيضا على كسر زخم المعارضة على المعارضة للتقشف. ويمكن للحكومة أيضا أن تستخدم الوقف الاختياري لجلسات البرلمان كصفقة مساومة لانتزاع تنازلات من المعارضة قبل أن تعلن عن حكومة جديدة.

وكانت الحكومة الكويتية المكونة من 22 شخصا تشكلت في اعقاب تعديل وزاري في كانون الاول / ديسمبر الماضي. رئيس الوزراء، تاريخيا عضوا في العائلة المالكة، يقود أعضاء مجلس الوزراء - الذين عموما تنفيذ جدول أعمال الأمير. (على الرغم من أنه بخلاف الأمير، فإن وزراء الحكومة غير محميين قانونا من النقد العام). وقد لعب العديد من هؤلاء الوزراء دورا رئيسيا في جهود التقشف الكويتية، وفي حين أن بعض هؤلاء الوزراء قد يعاد تعيينهم للحكومة، فإن استقالاتهم تشير إلى شخصيتهم ودعم الأمير وجدول أعمال الحكومة.

ومع الاستقالات الجماهيرية، كانت النية الرئيسية للحكومة هى تعديل وزارى الحكومة. والواقع أن رئيس الوزراء قد أعيد تعيينه لتشكيل الحكومة الجديدة. كما تشير إلى رغبة الأمير في تعديل مجلس الوزراء إذا لم تصل إلى تحقيق أهداف التقشف، وهو ما دعا إليه الكثيرون في البرلمان.

ومع ذلك، فإن حل هذه المشاكل ينطوي على تدابير تقشف مؤلمة تتطلب من البرلمان أن يكون فعالا ولا يتحمل تكاليف سياسية عالية جدا.

ويسمح التعديل الوزاري للحكومة الكويتية بإعادة تنظيم جدول أعمال البرلمان نحو التقشف وخلق تأييد من أعضاء البرلمان لهذا البرنامج. وفي حين أنه لا يمكن أن يمنع احتمال إجراء تحقيقات مستقبلية تطرح البرلمان، يمكن للحكومة أن تستخدم الوقت بين استقالة البرلمان القديم وتعيين رئيس جديد للتوصل إلى اتفاق مع شخصيات المعارضة بشأن سياساتها.

وقد تعترض المعارضة الكويتية على تدابير التقشف الحكومية، لكنها لم تقدم بديلا قابلا للتطبيق. وتتيح استقالة الحكومة الكويتية فرصة محتملة لإعادة التفاوض على علاقة عمل بين الحكومة والمعارضة تفيد الكويتيين. ومع ذلك، فإن مثل هذه العلاقة تتطلب من الجانبين أن ينخرطا بطريقة بناءة.

وبدلا من اللجوء إلى المقترحات الشعبية التي ليس لها أثر اقتصادي إيجابي يذكر، فإن المعارضة الكويتية، في الوقت الذي تعمل فيه كقوة على سلطة الحكومة، ستحتاج إلى تقديم بدائل ناجعة للضرائب وارتفاع الأسعار. وستحتاج حكومة 

الكويت إلى تخفيف المخاوف القصيرة الأجل للشعب الكويتي والعمل معها.

: 942

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا