أخبار حديثة

رفض القضاء على المواطنة

12 April 2017 الكويت

ورفض البرلمان في دورته العادية يوم الثلاثاء تقرير لجنة الشؤون القانونية والتشريعية بشأن مشاريع القوانين المتعلقة بإنشاء دائرة إدارية مسؤولة عن قضايا الجنسية في المحكمة العليا. وصوت ستة وثلاثون عضوا ضد التقرير بينما صوت 27 عضوا لصالحهم حتى يتم حذف هذه القوانين من جدول اعمال البرلمان.

أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبد الله المبارك أن الحكومة رفضت الاقتراح بعد النظر في تقرير اللجنة الذي أعطى المحكمة الإدارية السيطرة على قرارات الانسحاب أو إسقاط أو فقدان الجنسية.

وقال إن الحكومة رأت أن رأي اللجنة يتناقض مع مبدأ السيادة وقانون الجنسية وقوانين تنظيم القضاء، بالإضافة إلى إلغاء المبادئ التي وضعتها دوائر النقض في المحكمة الإدارية. واكد ان الجنسية تعتبر "هوية وطنية مرتبطة بالولاية لتحديد هوية شعب الكويت.

على دولة الكويت، كدولة ذات سيادة، أن تتخذ القرارات المتعلقة بالجنسية، وأن تنشئ رابطات قانونية وسياسية لتحديد الحقوق والالتزامات وفقا للمعايير الوطنية ". وأوضح أن السيادة تحمي ركائز الدولة (الإقليم والسلطة والناس) مع الأخذ في الاعتبار أن محاكم الفقه والمحاكم الإدارية عرفت السيادة بأنها أحد أفعال السلطة التنفيذية بصفتها السلطة الحاكمة، وليس السلطة الإدارية التي أكدت عليها المحكمة الدستورية أيضا في القضية رقم 2/1999 بحيث تتمتع السيادة بالحصانة من السلطة القضائية الرقابة. وذكر أن القرارات المتعلقة بالمواطنة مثل منح الجنسية أو سحبها أو إسقاطها يجب أن تكون في أيدي الدولة التي تمثلها السلطة التنفيذية، بعيدا عن الرقابة القضائية.

ووفقا لتقرير اللجنة، سيتم الاستعاضة عن المادة الأولى من قانون التعديل - البند الخامس من المادة الأولى من المرسوم 20/1990 بنص يلغي الاستثناء المتعلق بقضايا الجنسية بحيث تكون القرارات المتعلقة بالجنسية خاضعة لولاية المحكمة، مثل جميع القرارات الإدارية الأخرى. وينص مشروع القانون الأول أيضا في مادته الثانية على إضافة فقرة في المادة الثانية من القانون رقم 23/1990 بشأن تنظيم القانون القضائي تنص على أن المسائل المتعلقة بسحب الجنسية أو إسقاطها أو فقدانها بالمعنى السيادي لا تعتبر من قبل المحاكم وفقا لنص المادة. وينص نص مشروع القانون الثاني في مادته الأولى على الاستعاضة عن نص البند الخامس في المادة الأولى من المرسوم 20/1990 الذي يؤكد أن القرارات المتعلقة بالجنسية تخضع لولاية المحكمة.

وينص مشروع القانون الثالث في مادته الثانية على الاستعاضة عن النص الوارد في البند الخامس من المادة الأولى من المرسوم رقم 20/1981 بنص يلغي الإعفاء من مسائل الجنسية من اختصاص المحكمة. كما تنص على أنه يجوز لأي شخص سحب جنسيته أو إسقاطه أو إرساله من البلاد بعد سحب جنسيته قبل صدور القانون أن يطلب إلغاء القرار خلال 60 يوما من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية .

وينص مشروع القانون الرابع في مادته الأولى على الاستعاضة عن نص البند الخامس في المادة الأولى من المرسوم 20/1990 بنص يلغي الإعفاء من القرارات المتعلقة بأماكن العبادة من اختصاص المحكمة. وينص مشروع القانون الخامس في مادته الأولى على الاستعاضة عن نص البند الخامس في المادة الأولى من المرسوم رقم 20/1981 بنص يستبعد القرارات الإدارية النهائية المتعلقة بمنح الجنسية والإقامة وكذلك ترحيل غير الكويتيين وأماكن العبادة من اختصاص المحكمة . وبالتالي منح سلطة المحكمة للنظر في قرارات الانسحاب وإسقاط الجنسية.

وفي الجزء الأول من جلسة يوم الثلاثاء، رفض البرلمان طلب النيابة العامة رفع حصانة النائب محمد حايث المطيري عن جنحة إلكترونية (24) صوتا مقابل 22 من أصل 46 شخصا وافقوا على الطلب. وفي الوقت نفسه، وافق البرلمان على رسالة أخرى من رئيس اللجنة المعنية بحقوق الإنسان النائب عادل الدمخي يطلب فيها مهلة ثلاثة أشهر لتقديم تقريرها عن التحقيقات في مدى تطبيق الاتفاقيات والقوانين والإجراءات الدولية المتعلقة بوضع النزلاء بالتعاون مع ووزارات العدل، والصحة، والشؤون الاجتماعية، والعمل، والداخلية. كما وافق البرلمان على سحب رسالة الدمخي بطلب الموافقة على تكليف اللجنة بإعداد تقرير عن الوضع العام لحقوق الإنسان في الكويت بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني. وكان البرلمان قد طلب من اللجنة في السابق تحديد مواضيع حقوق الإنسان التي تستلزم إعداد التقارير.

الاهتمام
جاء ذلك بعد أن وصف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح رسالة رئيس اللجنة بأنها "أفق بلا حدود"، مضيفا أن الوضع العام لحقوق الإنسان أصبح الآن مصدر قلق من المجتمع بأسره، متسائلا "كيف سيعطيون تفويضا لشيء مثل أفق بلا حدود". وأضاف أن الحكومة تحتاج إلى عامين لإعداد التقرير الوطني لدولة الكويت في مجلس حقوق الإنسان بمشاركة 15 هيئة حكومية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل تحديد كل ما يتعلق بحقوق الإنسان. واوضح ان تقرير الكويت في المجلس ليس سوى جزء من الوضع العام لحقوق الانسان. "إذا كان هذا الجزء يستغرق وقتا طويلا، لا يمكننا الموافقة على هذا الطلب. ولذلك، يجب أن يذكر الطلب في الرسالة، ولكن سيكون من الصعب جدا ترك موضوع حالة حقوق الإنسان العامة مفتوحة ". وأكد مجددا الرسالة تحتوي على" طلب غامض "في حين يدعو الجمعية الوطنية لتحديد ما هو البحث من اجل ان يكون الطلب واضحا "لانها مثل السماء بدون نطاق". واكد "اننا مستعدون للتعاون مع اللجنة".

وفي تطور آخر، قدم طلبان استجوابان ضد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح بعد رفض مشاريع القوانين المتعلقة بإنشاء دائرة إدارية للتعامل مع قضايا الجنسية في المحكمة العليا - - طابتبائي، مرزوق الخليفة ومحمد المطير والآخر من قبل النائبين الرياض العسني وشعيب المويزري. وعلاوة على ذلك، رفض البرلمان يوم الثلاثاء تقرير لجنة الشؤون القانونية والتشريعية حول مشروع قانون العفو العام بأغلبية 41 صوتا مقابل 20 صوتا مؤيدا. وقد حذف مشروع القانون من جدول أعمال البرلمان.

وقال وزير العدل الدكتور فالح العزب إن صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بمرسوم، له الحق في العفو أو التقليل من العقوبة، وهذا ما يسمى العفو الخاص لأنه عام لا يمنح العفو إلا بعد كوارث مماثلة لما حدث في لبنان بعد الحرب. وأشار إلى أن ما تقدمه اللجنة الآن هو عفو خاص يقدم كعفو عام يعتبر انتهاكا دستوريا. دعا عضو اللجنة النائب الحميدي السباعي إلى سحب التقرير لمواصلة التعاون إذا سمح به البرلمان، لكن المناقشة جرت مع اثنين من المؤيدين واثنين ضده. وفي الوقت نفسه، رفع رئيس البرلمان مرزوق الغانم الجلسة لمدة 30 دقيقة عندما اشتبك النائبان الحميدي السباعي وفيصل الكندري من جهة وعادل الدمخي وحمد الحرشاني خلال مناقشة تقرير الداخلية و لجنة الدفاع عن تعديل قانون الانتخابات الذي يحظر المخالفين (خرق الشرف والثقة) من عقد الانتخابات أو المشاركة فيها.

وفي تطور آخر، رفضت الحكومة الكويتية اقتراحا من البرلمان منح الجنسية الكويتية لما لا يقل عن 2000 شخص عديم الجنسية في عام 2017؛ بيد أنها قالت إنها ستنظر في إضفاء الطابع الطبيعي على أولئك الذين يمكنهم تتبع جذورهم الكويتية حتى عام 1965 دون تحديد عدد الأشخاص الذين سيستفيدون من العملية. ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية اليوم الاثنين انه من الصعب جدا منح الجنسية الكويتية لالفي عديم الجنسية في آن واحد، كما ابلغت الحكومة لجنة الداخلية والدفاع في البرلمان.

وقالت الحكومة انها لا تستطيع ضمان ان تكون قادرة على تلبية جميع طلبات التجنس. وتبحث الكويت سبل معالجة قضية ما يقرب من 105،000 من السكان عديمي الجنسية الذين يسعون للحصول على الجنسية الكويتية، فضلا عن الحقوق المدنية والاجتماعية. ويدعي أشخاص عديمو الجنسية أنهم من أحفاد البدو الذين تجولوا في المنطقة ولكنهم لم يطلبوا أبدا الحصول على الجنسية عندما استقلت الكويت في عام 1961. وهم في الغالب من العرب أو أحفاد العرب الذين انتقلوا إلى الكويت بعد اكتشاف النفط وتخلصوا عمدا من جوازات سفرهم الأصلية للحصول على المواطنة في البلاد الغنية التي تقدم فوائد ضخمة لمواطنيها.

المصدر: أرابتيمس

: 1090

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا