مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي متأثرون بالأزمة الدبلوماسية

12 June 2017 الدولية

عاش راشد الجلحمة (22 عاما) حياته كلها تقريبا في قطر، لكنه يواجه الآن قرار البقاء أو العودة "إلى الوطن" إلى البحرين. إن طالب هندسة الطيران هو واحد من آلاف المواطنين الخليجيين الخليجيين المتضررين من أزمة دبلوماسية تقسم المنطقة، وتبدأ تكلفتها البشرية للتو.

وقال الراشد لوكالة فرانس برس "ان الشعب ليس له اي علاقة بهذا الامر". "المنزل هو قلبك وأعتقد بالتأكيد قطر حيث قلبي. لقد كان راشد قد زار البحرين أربع مرات فقط في حياته. ولد من زوجين مختلطين: والده بحريني وأمه قطري لكن الزوجين انقسموا عندما كان راشد ستة. عاش المواطن البحريني الشاب كل حياته مع والدته وشقيقتين في الدوحة.

وكانت السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة وحلفاء اخرون قطعوا علاقاتهم مع قطر واتهموها بدعم الارهاب وفرضت اجراءات عقابية. ويشمل ذلك حظر الخطوط الجوية القطرية من المجال الجوي وإغلاق الحدود البرية الوحيدة مع المملكة العربية السعودية.

كما أمرت دول الخليج القطريين خلال 14 يوما، فضلا عن استدعاء مواطنيهم. وتهدد القرارات بقطع العائلات عن بعضها البعض بطرق لا يمكن تصورها في الخليج حيث كان للمقيمين في السابق الحق في العيش والعمل والسفر في أي من البلدان الغنية بالطاقة الستة التي اختاروها.

علاج او معاملة
وحذرت منظمة العفو الدولية، التي انتقدت منذ وقت طويل الدوحة من معالجتها للعمال المهاجرين، من "الفوضى والخوف" الذي يعاني منه الناس العاديون الذين وقعوا في تبادل لاطلاق النار الدبلوماسي. وقالت منظمة حقوق الانسان في لندن ان "السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة تلاحق حياة الاف من سكان الخليج في اطار نزاعهم مع قطر وتقسيم الاسر وتدمير سبل عيشهم وتعليمهم". مع العائلة العميقة، والتراث والعلاقات التجارية بين دول الخليج، وعشرات الآلاف من الناس من المحتمل أن تتأثر. العديد من مثل راشد يواجهون الآن خيارات صعبة. وقال راشد إنه إذا ما أقام في قطر فإنه من المحتمل أن يفقد جنسيته البحرينية ويصبح "عديمي الجنسية". وقالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين إن القانون في قطر لا يسمح للأمهات بمنح الجنسية لأطفالهم "دون استثناء، حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى انعدام الجنسية". في قطر وحدها هناك 11،382 مقيم من المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، وفقا للجنة الدوحة الوطنية لحقوق الإنسان.

ويزوج ما يقرب من 6،500 من الرجال والنساء القطريين من شركاء من تلك البلدان الثلاثة. وقال رئيس اللجنة علي بن صميخ المري ان قرار الدول الاخرى يمثل "حظرا ظالما ينتهك جميع المواثيق الدولية لحقوق الانسان". وقالت لجنة المري ان اما قطرية تعيش في السعودية تواجه معضلة صعبة. ولدى المرأة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يحمل الجنسية السعودية وأبلغت الأم بأنه لن يسمح للمغادرة مغادرة المملكة رغم أنها يجب أن تعود إلى قطر.

وقالت منظمة حقوقية ان السعودية تنتظر عملية جراحية في قطر. كما تم توزيع لقطات من عائلة سعودية تم إيقافها عند الحدود من حضور جنازة عائلية في قطر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد لفت الجانب الإنساني من الصف انتباه من هم خارج الخليج.

حث وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون السعودية وحلفائها على تخفيف "حصار" قطر وحذروا من "العواقب الانسانية" لهذا الاجراء. وقال "اننا نشهد نقصا فى الغذاء، وان العائلات تفصل قسرا، ويتم سحب الاطفال من المدارس". اعلنت السعودية والبحرين اليوم الاحد انها اقامت خطوطا ساخنة للمتضررين. وقالت الرياض انها طلبت "اجراءات مناسبة" لمساعدة الاسر ذات الجنسية المختلطة لكنها لم تقدم سوى القليل من التفاصيل. أعلنت قطر أن سكان دول الخليج الأخرى، مثل راشد وأخواته، يمكنهم البقاء في الدوحة. لكن التهديد بانعدام الجنسية يبقى إذا فشل راشد في العودة إلى والده في البحرين. "أنا والدتي ... لم أرها أبدا هذا القلق والقلق"، وقال راشد. "إنها جراح أعصاب. انها تقوم بعملية جراحية لمدة ست الى ثماني ساعات يوميا ".

المصدر: أرابتيمس

: 933

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا