البنوك تكثف التدقيق على ودائع الشيكات: التركيز على المصدر والغرض يثير المخاوف

31 January 2024 الكويت

وتشير التقارير الأخيرة إلى أن البنوك تكثف تدقيقها في ودائع العملاء، ليس فقط للحصول على تفاصيل حول مصدر الأموال ولكن أيضًا للتعمق في الغرض من وراء الحصول على الأموال. ويتجلى هذا الفحص المشدد بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالشيكات من جهات معروفة الصادرة عن البنوك المحلية، وخاصة تلك التي تنطوي على مبالغ كبيرة مقارنة بالدخل المعتاد للعميل.


ويواجه العملاء الذين يقومون بإيداع الشيكات في حساباتهم مكالمات متزايدة من البنوك، مع توسع الاستفسارات عن مصدر الشيك إلى سبب استلامه. ويعرب بعض العملاء عن عدم ارتياحهم لهذه الممارسة، بحجة أنه ليس بالضرورة أن تنشأ جميع المعاملات المالية من علاقات تجارية.


ورداً على ذلك، أبلغ الأفراد البنوك بأن مبالغ الشيكات المستلمة هي هدايا، مؤكدين على عدم وجود قيود قانونية على تبادل الهدايا المالية بين الأفراد، خاصة في الحدود المقبولة اجتماعياً. وعادة ما تمتنع البنوك عن تصعيد مثل هذه الأمور إلى وحدة التحقيقات المالية ما لم تكن القيمة كبيرة بشكل استثنائي وغير مفسرة.


ولمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، تفرض البنوك المحلية الآن قيودًا على إيداع الأموال من شركات الصرافة. وهم يقبلون الودائع فقط حتى مستويات نقدية محددة، خاصة إذا كانت المبالغ تختلف عن معدلات السيولة القياسية لهذه الشركات. ويستهدف هذا الإجراء في المقام الأول كيانات الصرافة التي لا يشرف عليها بنك الكويت المركزي ولكنها تقع تحت إشراف وزارة التجارة والصناعة.


ويتم تطبيق نهج صارم على الودائع النقدية من مكاتب الصرافة، وخاصة تلك غير المرتبطة بالكيانات الكبرى المعروفة بموثوقيتها. وتحدد البنوك حدود الإيداع اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية بناء على متوسط العمليات لفترة محددة، مع الأخذ في الاعتبار التقلبات المحتملة خلال مواسم معينة، مثل السياحة.


ويضع كل بنك حداً أقصى للسيولة من شركات الصرافة، مع رفض البعض مبالغ إضافية تتجاوز الحدود المحددة لها. وتأتي هذه الإجراءات ضمن الخطوات الاحترازية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.


البنك المركزي يلزم شركات الصرافة بعدم قبول مبالغ نقدية تزيد على 3000 دينار أو ما يعادلها من العملات الأجنبية في اليوم الواحد. يتطلب تجاوز هذا الحد من العملاء خصم الأموال من حساباتهم المصرفية أو معالجتها من خلال طريقة مصرفية أخرى معتمدة، بما يتماشى مع الحدود التنظيمية.


ومن المهم الإشارة إلى أن الكويت لديها ما يقرب من 500 شركة صرافة، منها 38 فقط مسجلة لدى اتحاد الصرافة وتشرف عليها البنك المركزي. أما الباقي فيقع تحت إشراف وزارة التجارة والصناعة، مما دفع البنوك إلى تطبيق آليات محاسبية متميزة لإيداع السيولة من كبرى شركات الصرافة الموثوقة.

: 668

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا