من روائع العمارة الإسلامية: مسجد الكويت الكبير

12 February 2024 الكويت

يقع مسجد الدولة الكبير في قلب مدينة الكويت، ويعتبر تحفة معمارية، حيث يمزج التراث الإسلامي الغني للأندلس والشام والمغرب العربي في رمز مذهل للدين والثقافة. بأمر من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وتم الانتهاء منه في عام 1987، يجسد هذا البناء الرائع قمة الفن والحرفية الإسلامية.


يمتد مسجد الدولة الكبير على مساحة 45,000 متر مربع، بما في ذلك 25,000 متر مربع من المساحات المبنية و20,000 متر مربع من المساحات المفتوحة المزينة بممرات مائية هادئة وحدائق مورقة، ويعتبر أكبر مسجد في الكويت. مع قدرته على استيعاب ما يقرب من 70.000 من المصلين، فهو بمثابة منارة روحانية للمسلمين في جميع أنحاء البلاد.


وقدم علي شداد مدير المسجد نظرة ثاقبة على روائعه المعمارية في مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا). ويتكون المسجد من ثلاث قاعات للصلاة: الحرم الرئيسي، ومصلى اليومى، ومصلى النساء، إلى جانب القاعة الأميرية. وتتسم قاعة الصلاة الرئيسية بقبة شاهقة يصل ارتفاعها إلى 43 مترا فوق سطح الأرض، تفوح من الفخامة والأناقة، وتوفر مساحة واسعة لحوالي عشرة آلاف مصل.


وتتمحور روعة المسجد حول القبة المزخرفة بشكل معقد، والتي تضم أسماء الله الحسنى بالخط الكوفي، وتحيط بها آيات من القرآن الكريم تمتد على ارتفاع 80 مترًا. وتزين محيط القبة نقوش لأسماء الله الحسنى على شكل أقراص الشمس، مصحوبة بأربع قباب أصغر حجما مزينة بالجبس المغربي والثريات الرائعة.


يغمر الضوء الطبيعي الجزء الداخلي من قاعة الصلاة الرئيسية من خلال 144 نافذة، وهي مصممة على الطراز الأندلسي ومزينة بالجص المجوف الملون بالزجاج الأبيض. وتكتمل الإضاءة الطبيعية بأربع ثريات كبيرة، تحتوي كل منها على 102 مصباح، إلى جانب 80 ثريا جدارية، مما يخلق أجواءً ساحرة للمصلين.


وتمتد روعة المسجد المعمارية إلى تفاصيله المعقدة، بما في ذلك 22 بابًا مصنوعة من خشب الساج الهندي، ومزينة بآيات قرآنية وزخارف هندسية. تقع قاعة صلاة النساء فوق الحرم الرئيسي، وتتسع لحوالي ألف مصلٍ، وتحتوي على 11 مشربية مجوفة للتهوية وإمكانية سماع صوت الإمام أثناء الصلاة.


بجوار قاعة الصلاة الرئيسية توجد قاعة الصلاة اليومية، التي تتسع لحوالي 500 مصلي وتتميز بجدران مزينة بأقواس من البلاط المغربي ومحراب خاص مصنوع من خشب الساج الهندي. وتنتصب المئذنة، وهي بناء متعدد الأضلاع مكسو بالحجر السوري، وسط أربعة أعمدة يصل ارتفاع كل منها إلى 72 مترا، مزودة بمصعد كهربائي يسهل الوصول إليها.


تعد القاعة الأميرية جزءًا لا يتجزأ من مجمع المسجد، وهي بمثابة مكان للأمير لاستقبال المهنئين في الأعياد الدينية وتوفر ملاذًا هادئًا للشيوخ خلال شهر رمضان. تحتوي القاعة المزينة بالفسيفساء المغربية والخط الديواني والنقوش الأندلسية على نسخة أصلية من القرآن العثماني، تجسد التراث الثقافي الغني للمسجد.


باعتباره الجوهرة المعمارية لدولة الكويت، يقف مسجد الدولة الكبير بمثابة شهادة على التزام الأمة بالحفاظ على هويتها وتراثها الإسلامي مع احتضان أرقى تقاليد الفن والحرفية.

: 446

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا