تطعيم الكويت.. الأبطأ !

12 January 2021 التاجى

في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم لتطعيم أكبر شريحة من سكانها باللقاحات المضادة لكورونا، لا تزال الكويت خارج السباق، حيث لم يتم تطعيم سوى 12 ألف مواطن ومقيم من إجمالي السكان البالغ نحو 4.8 ملايين نسمة أي ما يعادل 0.25 %، وهي نسبة لا تذكر مقارنة بالأرقام العالمية.

وانتقدت مصادر صحية البطء الشديد في وتيرة جلب اللقاحات من الخارج، وبطء منحها للفئات الأكثر أولوية، مشيرة إلى أنه رغم الإمكانات المادية الكبيرة للكويت، والدعم الكبير من قبل مجلس الوزراء للسلطات الصحية في التعاقد على استيراد اللقاحات، فإن الوضع على أرض الواقع يسير بشكل لا يتناسب إطلاقا مع خطورة الوباء وسرعة تفشيه وتحوره حول العالم.

وأكدت المصادر لـ القبس أن المناعة المجتمعية لمحاصرة الوباء لن تتحقق إلا بتطعيم %65 من السكان، وبتسريع وتيرة التطعيم بلقاحات كورونا، القادرة على صد السلالات الجديدة للفيروس التي ليست الكويت بمنأى عنها.

ووفق قراءة القبس لمعدلات التطعيم في 10 دول حول العالم، خرجت الكويت من التصنيف نهائيا، بينما احتلت إسرائيل المرتبة الأولى بتلقيح %21 من سكانها البالغ عددهم 9 ملايين نسمة، تلتها الإمارات بتطعيم %11 من سكانها، وحلت البحرين ثالثة بأكثر من %5، ثم أميركا بـ %2 فالدنمارك بنحو %1.98.


وفي ما التفاصيل الكاملة
رغم الصلاحيات الواسعة الممنوحة من قبل مجلس الوزراء للسلطات الصحية لجلب اللقاحات المطلوبة لمحاصرة وباء كورونا، خرجت الكويت من السباق العالمي والخليجي في منح التطعيمات للسكان، وتوفير كميات كبيرة من اللقاحات المتعاقد عليها.

وفي الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم لحجز واستيراد كميات كبيرة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا مع افصاحها عن عدد متلقي التطعيمات من اجمالي سكان تلك الدول، لا تزال وزارة الصحة غير واضحة في ما يتعلق بالكميات التي وصلت للبلاد او حتى التي ستصل على شكل دفعات شهريا، انطلاقا من الشهر الجاري وحتى الاشهر المقبلة، الامر الذي يثير قلق المتابعين للشأن الصحي المحلي.

وفق مصادر القبس، لم يتجاوز عدد من تلقوا اللقاح في البلاد 12 ألفاً من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 4.8 ملايين نسمة، وبنسبة مئوية لا تتجاوز 0.25%، منتقدة بطء هذه الوتيرة، فجميع من أخذوا اللقاح ضمن الصفوف الأولى فضلاً عن كبار السن وذوي الأمراض المزمنة وغيرهم، وهي شريحة ضئيلة جدا مقارنة بعدد السكان.

وتشير الأرقام التي حصلت عليها القبس إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تفوقت كثيرا على الكويت، حيث تمكنت من تطعيم نحو %11 من سكانها البالغ عددهم أكثر من 9 ملايين نسمة، بينما تمكنت البحرين من تطعيم أكثر من %5 من سكانها البالغ عددهم أكثر من 1.5 مليون نسمة.

سلالات جديدة

وبينما يشهد العالم تطورات متسارعة للفيروس واكتشاف سلالات جديدة وصلت لأكثر من 34 دولة حتى الان، وهو الذي تسبب بموجة اغلاق من جديد شهدتها تلك البلدان، وبموازاة حجزها لكميات من اللقاحات المعتمدة عالميا، كلقاحات فايزر وموديرنا واسترازينيكا-اكسفورد، خاصة من قبل دول الاتحاد الاوروبي، التي نجحت في حجز كميات تتناسب مع التطورات الاخيرة للفيروس وخطورتها.

وعلى الصعيد المحلي، لم تعلن وزارة الصحة حتى الآن وبعد مرور أكثر من أسبوعين على بدء حملة التطعيمات لكوفيد - 19 عن إجمالي أعداد متلقيّ لقاح فايزر من الشرائح المستهدفة في المرحلة الحالية، كالطواقم الطبية وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والعاملين في الصفوف الأولى وذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول نسبة الإقبال وأعداد متلقيّ اللقاح.

المناعة المجتمعية

ووفق المصادر الصحية، فإن الوصول إلى المناعة المجتمعية يتطلب تسريع وتيرة أخذ لقاحات كورونا من قبل كل شرائح المجتمع بأقرب وقت ممكن، ومن خلال استيراد أغلبية اللقاحات المعتمدة عالمياً، نظراً لتوافر الإمكانات المادية لدى الوزارة، وعدم وجود أي عوائق تذكر في ما يتعلّق بالموافقات الصادرة من قبل الجهات الرقابية.

ولفتت المصادر إلى أن هذه المناعة المجتمعية تتطلب تطعيم نحو %65 من سكان البلاد.

وأشارت إلى أن الجهود الطبية المبذولة من قبل فرق الوزارة لا يمكن نكرانها منذ بداية دخول الفيروس إلى البلاد وحتى اليوم، إلا أن مستجدات كورونا وسلالاته الجديدة تتطلب اتخاذ مزيد من القرارات التي تستهدف تطعيم أكبر شريحة من المجتمع باللقاحات المعتمدة، لا سيما في ظل موسم أمراض الشتاء حالياً، كالإنفلونزا الموسمية والالتهاب الرئوي وارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، فضلاً عن أمراض الجهاز التنفسي عموماً.

الترتيب العالمي

إلى ذلك، ووفق «رويترز»، فإن إسرائيل أصبحت رائدة في حملة التطعيم ضد فيروس كورونا في العالم، حيث وصلت نسبة التطعيم فيها إلى نحو %21 من سكان البلاد، البالغ عددهم 9.3 ملايين نسمة، في نحو أسبوعين، وبذلك تصدرت دول العالم في التطعيم، غير أن الكويت التي يقل عدد سكانها كثيراً عن هذه الدولة لا تزال تحبو على طريق التطعيمات.

وبحسب التقرير، فإن ثمة عوامل ساعدت إسرائيل على تصدر هذا السباق العالمي في التطعيم، منها الطلب المبكر، والدفع الكثير، ورقمية التوزيع، وتوسيع العرض، والقرار الأكبر هو دفع بريميوم (قسط تأمين اي فرق القيمة) للحصول على لقاحات مبكرة.

رعاية صحية

ولم تقل السلطات الإسرائيلية علانية ما دفعته مقابل اللقاح الذي طوّرته شركة فايزر الأميركية والشريك الألماني بيونتك، لكن أحد المسؤولين رفض الكشف عن هويته قال إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو «تدفع نحو 30 دولاراً لكل جرعة لقاح، أو نحو ضعف السعر في الخارج». كما عرضت إسرائيل على شركات الأدوية الوعد بإطلاق سريع يمكن أن يكون بمنزلة نموذج لأماكن أخرى، بحيث تكون النتائج سريعة من دولة صغيرة مع نظام رعاية صحية عالمي، وتخزين بيانات المرضى مركزياً، والدهاء التكنولوجي لضمان شبكة توزيع رقمية.

لماذا التعتيم؟

بينما غابت وزارة الصحة عن الإفصاح عن نسب متلقي اللقاح من اجمالي عدد السكان، أكدت مصادر صحية أن تأخر وصول الكميات قد يؤدي الى تسارع وتيرة الاصابات بالفيروس مقابل عدم أخذ نسبة كافية من السكان للقاحات، سيما ان عدد الذين أصيبوا بالكورونا حتى أول من امس بلغ 154314 مصابا، شفي منهم 149007، فيما بلغ إجمالي المتوفين جراء المرض 943 شخصا. وتساءلت المصادر: «لماذا التعتيم على عدد متلقي اللقاح؟».

أين القاعة الجديدة؟!
رغم الاستعدادات المثالية لاستقبال اللقاحات والبدء في حملة التطعيمات، فإن افتتاح قاعة 6 في أرض المعارض لم يتم حتى الآن، حيث الاكتفاء بالقاعة 5 في مركز الكويت للتطعيم يتواصل، وهو ما يعني أن افتتاحها مرهون بوصول كميات أخرى من لقاح «فايزر» أو غيره، علاوة على عدم تدشين مواقع إضافية للتطعيمات، كالتي تطرّق إليها المسؤولون بالوزارة، سواء في محافظة الجهراء أو «الأحمدي».

نشاط الوباء
قالت مصادر صحية إن عدد المطعَّمين باللقاحات المضادة لفيروس كورونا حول العالم تجاوز 25 مليون شخص، لافتة إلى أن نشاط الفيروس عالميا وراء حجز دول متفرّقة لكميات من اللقاحات لشعوبها، والبدء في استخدامه بنطاق واسع هناك. وطالبت برفع وتيرة التطعيمات في الكويت، أسوة بدول مجاورة، فاستقرار الحالة الوبائية محليا مرهون بالتزام الاشتراطات الصحية، والحصول على التطعيمات في أسرع وقت ممكن.

300 مليون جرعة في أوروبا
أفاد موقع يورونيوز Euronews.com بأن الاتحاد الاوروبي قام بتأمين 300 مليون جرعة لقاح إضافية من لقاحي «فايزر - بيونتك» - مضاعفة عددها الحالي من اللقاحات، لكن قادة فرنسا وألمانيا قالوا إنهم «مصممون على مواصلة» استراتيجية جماعية لشراء اللقاحات على المستوى الأوروبي. وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن «هذا التنسيق الأوروبي يجب أن يشمل طلبيات اللقاحات ومواقع الإنتاج في أوروبا». وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين إن 75 مليونًا من هذا الطلب الجديد من اللقاحات سيكون متاحًا اعتبارًا من الربع الثاني من العام، والباقي سيأتي في الثالث والرابع. وقد وافقت على شراء 200 مليون جرعة إضافية، مع خيار الحصول على 100 مليون أخرى. وأضافت «لدينا عقد بالفعل، لذلك لن تكون هناك مفاوضات مطولة، إنه لقاح مثبت، لذلك يتم التفويض، كما أن الدول الأعضاء تعرف اللقاح والخدمات اللوجستية التي تقف وراءه، الأمر الذي يسهم في خلق زخم إضافي للتطعيم في أوروبا».

10 مآخذ وسلبيات
1- بطْء وتيرة استقدام كميات اللقاحات، رغم توافر الإمكانات المادية.

2- ضعف الإقبال على أخذ اللقاح بأرض المعارض.

3- تأخّر افتتاح القاعة الثانية في أرض المعارض لتوسعة شرائح التطعيم.

4- التعتيم على أعداد الحاصلين على اللقاح، حتى الآن.

5- تعريض البلاد لتسارع وتيرة الإصابات بالفيروس، لعدم تطعيم نسبة كبيرة من السكان.

6- عدم الاستفادة من الصلاحيات التي منحها مجلس الوزراء، بشأن استيراد اللقاحات.

7- عدم مواكبة خطط الدول المجاورة في ما يتعلق بالتطعيم وجلب اللقاحات.

8- عدم تفعيل الخطة الإعلامية للتوعية بأهمية أخذ اللقاح.

9- ضعف تطبيق الخطط الموضوعة في التعامل مع اللقاحات.

10- تطعيم أقل من 2000 شخص يومياً لا يتناسب مع حجم السكان.

: 2073

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا