الخطوط الجوية الكويتية تواجه مواجهة الفرصة الأخيرة للعثور على أجنحةها

11 March 2016 الكويت

وقال خبراء الصناعة إن إصلاح الخطوط الجوية الكويتية قد يكون آخر فرصة للإدارة لإنقاذها، حيث أن انخفاض أسعار النفط يعني أن الحكومة لا تستطيع أن تمول خسائرها في الوقت الذي تكافح فيه حتى لدفع رواتب القطاع العام. وباعتبارها رمزا بارزا لازدهار الكويت، تتعرض الشركة حاليا لضغوط حقيقية من اجل تحقيق ارباح، حيث فقدت شركة العلم التى تبلغ من العمر 61 عاما اموالا فى كل عام، منذ يوم واحد من غزو العراق للكويت فى عام 1990.

كما أن بعض محنة شركات الطيران تدل على التحديات الأوسع نطاقا التي تواجهها إحدى أغنى دول العالم لكل فرد من السكان، حيث تكافح الآن للعيش في حدود إمكانياتها، حيث أن انخفاض أسعار النفط يؤدي إلى عجز الحكومة في الموازنة. وتعتمد عادة الاعتماد على الدولة على الوظائف والرفاه من مهد إلى آخر، أن الكويت تواجه مهمة شاقة في إقناع المواطنين بأن الدولة بحاجة ماسة إلى خفض الإنفاق وتسريع عمليات الخصخصة وتشجيع القطاع الخاص.

وقال الخبير الاقتصادي الكويتي جاسم السعدون رئيس شركة "الشال للاستشارات" ان "الحكومة لا تستطيع الاستمرار في تمويل شركة الطيران". واضاف "مع انخفاض اسعار النفط قد يستغرق الامر عاما او عامين لتحقيق ما لا يكفي من الاموال خاصة بسبب مشاركتها في النزاع الاقليمي" مشيرا الى مشاركة الكويت في العمليات التي تقودها السعودية في اليمن. مما يعني تأمين مستقبل دائم لطيران هو الآن تحديا أكثر إلحاحا للإدارة، بقيادة رئيسة والرئيسة التنفيذية السابقة رشا الرومي.

وعقب تعيين الرومي رئيسا تنفيذيا في ديسمبر 2013، وضعت شركة الطيران أول أمر هام للطائرات منذ الغزو، بعد أن وافق البرلمان على تحويل شركة الطيران إلى شركة مستقلة، وتحريرها من الحصول على الموافقات على مثل هذه الصفقات من مدققي الحسابات. ومنذ ذلك الحين سعى الرومي إلى جعل الأعمال أكثر كفاءة مع خفض عدد الموظفين وترشيد الطرق وسيتم إعادة تسمية شركة الطيران مع نظرة جديدة بحلول يونيو حزيران.

كما وافقت الكويت على تسديد خسائر الشركة، وتمويل برنامج تجديد أسطولها بقيمة 8 مليارات دولار، وضخ 4 مليارات دولار من رأس المال. ولكن الاقتصاديين يقولون أنه يمكن أن يكون آخر شريان الحياة القيت. وكان امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح دعا الشهر الماضي الى خفض الميزانية وتحسين الانفاق في المؤسسات العامة.

وتتوقع الدولة ان تصل عائداتها الى 7.4 مليار دينار خلال هذه السنة المالية التي ستغطي 71٪ فقط من رواتب الدولة والتكاليف المرتبطة بها. ونتيجة لذلك، يتزايد الضغط للمضي قدما في عمليات الخصخصة التي تم التخطيط لها منذ زمن طويل، بما في ذلك الخصخصة. وقال مروان بودي، رئيس شركة طيران الجزيرة المنبثقة في مؤتمر صحافي ان "الحكومة الكويتية يجب ان تولي الانظار الى نقاط النزف، وان الخطوط الجوية الكويتية هي احدى هذه الدول".

وقد تعمقت الخطوط الجوية الكويتية في مساومة سياسية على خطط الخصخصة المتوقفة منذ عام 2008. ولكن الفخر المرتبط بحامل وطني ووضعه كواحد من أكبر أرباب العمل في الكويت قد أحبط حتى الآن أي تحركات لبيعه. وقال ويل هورتون، المحلل الاستشاري الاستشارى للطيران الاسترالى "ان الحكومة ليس لديها رؤية لشركة الطيران ... وحتى لو قامت بخصخصة ذلك، فانها ستواصل تدخلها بدون خطة شركات لشركات الطيران".

وافق البرلمان الكويتي للمرة الأولى على خطة خصخصة الخطوط الجوية الكويتية في عام 2008 مع مهلة عامين. بيد أنه قدم منذ ذلك الحين مقترحات مختلفة لتغيير الهيكل، دون تحديد جدول زمني جديد. ودعت الخطط الأصلية للمستثمر الاستراتيجي لشراء 35 في المئة. واعربت كل من شركة طيران الجزيرة وشركة اجيليتي اللوجستية عن اهتمامهما. وقد دفعت المعارضة من بعض اعضاء البرلمان الى الحصول على موافقة الحكومة فى العام الماضى على هيكل جديد للخصخصة تحتفظ فيه الحكومة بنسبة 75 فى المائة، مما لا يترك مجالا لمستثمر استراتيجى.

وقال السعدون ان الحكومة لديها طريقان للاقامة مع شركة الطيران. إما لخصخصتها أو لمثال دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر من خلال إنشاء الكويت كمركز للسفر بين الشرق والغرب. لكن خطة المحور يمكن أن تكون مكلفة وتستغرق سنوات عديدة لتحقيقها، ويرجع ذلك جزئيا إلى العديد من العقبات البيروقراطية. ومع ذلك، فإن خطة إعادة الهيكلة الأخيرة للشركة التي تعود إلى عام 2013 عندما تولى الرومي منصب الرئيس التنفيذي، لا تزال تعطيها فرصة قتالية لأنها تستأجر أول طائرة جديدة لها منذ 15 عاما، وفقا لمسؤولين في شركة الطيران.

وكجزء من هذا التحول، أسقطت أيضا 350 1 وظيفة وتخطط لخفض 000 1 وظيفة أخرى من ال 500 5 وظيفة المتبقية. ورفض الرومي التعليق على هذه المقالة. ولكن مع انخفاض تدريجي في الخسائر وأسطول تجديد ببطء، وبعض في هذه الصناعة يقول الخطوط الجوية الكويتية في الاتجاه الأخير نحو أن تصبح شركة طيران قابلة للحياة تجاريا. وقال الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر في يناير الماضي "(الخطوط الجوية الكويتية) قد تغير نموذجا وأنا متأكد من أنها سوف تتقدم بسرعة تحت قيادة".

يحذر المنتقدون من أنه قد يكون مجرد إرجاء حتى يتم جلب شريك خاص كبير ". يجب على الحكومات أن تنظر في خيار الخصخصة لوقف النزيف - إذا توقفوا عن الخسائر السنوية، وهذا إنجاز، وحان الوقت بالنسبة لهم للنظر في التخلص من مثل هذه الشركات ".

 

المصدر: أرابيانبوسينيس

: 2453

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا