الكويت البالغة من العمر 60 عامًا تدفع كرسي متحرك لخادمة إثيوبية تبلغ من العمر 80 عامًا

على الرغم من الشائعات حول انحسار القيم الإنسانية مقابل انتشار المادية ، إلا أن طاقات الضوء تظهر من حين لآخر لتأكيد أن العالم لا يزال على ما يرام ولإشارة إلى وجود الإنسانية في العالم ، وعلاقة الإنسان بها. عناصر بقائهم على قيد الحياة من التيارات المضطربة للحياة الصناعية ، حسب صحيفة القبس اليومية.

مستشفى الرازي أحد تلك المجالات ذات الطاقات الضوئية ، حيث شوهد مشهد إنساني رائع مؤخرًا عندما شوهد رجل كويتي مسن تجاوز سن الستين وهو يدفع على كرسي متحرك لسيدة إثيوبية مسنة تبلغ من العمر حوالي 80 عامًا. ودفع ذلك رئيس قسم التخدير والعناية المركزة الدكتور حسين المجادي لسؤال الرجل عن علاقته بها. أجاب أنها كانت خادمته التي ساعدته في تربية أطفاله ، لكن تدهورت صحتها في نهاية المطاف وفقدت الطاقة للقيام بمهامها ، الأمر الذي تطلب منه أن يخدمها بنفسه وحتى أن يوظف خادمة لرعايتها.

وبحسب الدكتور مجادي ، فإن السيدة الإثيوبية المسنة كانت تعاني من آلام مزمنة تم نقلها بسببها إلى عدد من المستشفيات الخاصة. لكنها استمرت في المعاناة ، مما دفع كفيلها إلى تجربة العلاج الطبي في مستشفى حكومي. حتى أنه توسل إلى الطبيب أن يفعل كل ما في وسعه لتخفيف آلامها استجابة لما فعلته خلال فترة عملها.

ووصف المجادي المشهد بقوله: "رأيت الإنسانية تتجلى فيه. أدركت أن رفع أصواتهم بالعنصرية ليس سوى نشاز أمام الصوت الهادئ للإنسانية الذي يمثل عموم السكان ".

الجانب الغريب ولكن المثير للإعجاب هو أن المرأة كانت مشلولة وتعاني من مرض الزهايمر وآلام شديدة في الظهر. حرص الكفيل على أن يكون من يساعدها رغم وجود خادمة أخرى معها.

لم تكن هذه القصة سوى نافذة على عشرات القصص الإنسانية الكويتية التي تعكس عودة الجميل ، والحرص على مساعدة من ساعدهم. يرسم صورة جميلة تفند الشكاوى التي سجلتها بعض عاملات المنازل حول الإساءة الجسدية أو الإساءة إلى حقوقهن في المنزل.

كثيرون لا يشاركون هذه الحكايات ، ولا يظهرون إلا في سياق مشابه لقصة الدكتور المجادي ، حيث فضل المئات فعل الراعي الكويتي ووصفوا من يفعل ذلك بـ "الملائكة التي تسير على الأرض" و أنهم "أفضل نعمة من بقية المجتمع". وهم من يجسدون بأفعالهم خير شعب الكويت وطبيعته الأصيلة.

وروى آخرون حكايات مماثلة ، إحداها عن الدكتور عبد الوهاب ، الذي روى أن أحد الكفلاء زاره في العيادة الأسبوع الماضي مع خادمته التي أرادت خلع سنها. إلا أنه لم يكن حريصًا على ذلك ونصحه بإكمال مسار علاج العصب قبل اللجوء إلى قلع الأسنان وفقدان الأسنان إلى الأبد. هذا بالإضافة إلى امرأة أخرى قامت بتركيب أسنان ثابتة لخادمتها المسنة.

روت بنت سعود عن خادمة منزلها السريلانكية التي عادت إلى بلدها بعد أن كبرت وصدمت عندما اكتشفت أن زوجها قد طلقها وهاجر إلى لندن حيث تزوج مرة أخرى. أعادت الخادمة إلى الكويت وعاملتها كأحد أفراد الأسرة.

من ينظر إلى أعماق الكويتيين ويبحث عن "الجميل" يجد العديد من الدروس التي تثبت عطف هذه الأمة ، وجمال صفات أبنائها. وهذا يوضح أن أولئك الذين يتصرفون عكس ذلك ليسوا سوى سحابة صيفية تختفي قريبًا ، ونجم خافت يتلاشى بسرعة.

 

المصدر: عربى الكويت

: 2116

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا