صاحب السمو أمير البلاد الرؤية التقدمية للمستقبل

23 February 2017 الكويت

إن اسم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يرتبط ارتباطا لا انفصام به مع دولة الكويت الحديثة ورؤيتها التقدمية للمستقبل. حتى قبل أن تصبح البلاد دولة مستقلة في عام 1961، كان سموه نشطا في وضع الخطط والاستراتيجيات لتنمية البلاد.

مباشرة بعد الانتهاء من دراسته، انضم إلى هيئات صنع السياسة في البلاد، أولا كعضو في مجلس البناء والتشييد وبعد ذلك كعضو في الهيئة التنظيمية للمجلس الأعلى. في عام 1955، ترأس إدارة الصحافة والنشر في البلاد، التي لعبت دورا رائدا في تسليط الضوء على خطط أمير الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح ورؤيته للكويت الحديثة.

في 19 يونيو 1961، عندما برزت الكويت أخيرا كدولة مستقلة تماما بعد أكثر من ستة عقود من كونها محمية للإمبراطورية البريطانية، كان سموه هناك في الصدارة في القيادة في رسم مستقبل البلاد وثرواتها.

في عام 1962، تم تعيينه وزيرا للإرشاد والمعلومات وبعد عام واحد في يناير 1963 تم تعيينه وزير خارجية البلاد. وواصل سموه شغل منصب وزير الخارجية في جميع الحكومات اللاحقة حتى نيسان / أبريل 1991، مما جعله بعد ذلك أطول وزير خارجية ليس فقط للكويت والمنطقة بل في جميع أنحاء العالم.

إن الخبرة والخبرة في الدبلوماسية التي اكتسبها سموه على مدى مهنة تمتد على مدى أربعة عقود كانت تقف في البلاد طيبة خلال الأيام المظلمة للاحتلال العراقي في 1990-1991. وبفضل اتصالاته الوثيقة وتفاعلاته مع القادة العالميين، استطاع سموه أن يحقق القوة الكاملة للدبلوماسية الدولية في الأمم المتحدة لصالح الكويت وموقفها الصالح ضد الاحتلال غير المشروع من قبل العراق.

وعلى مدى فترة الاحتلال العراقي التي استمرت سبعة أشهر، أصبحت تجربة سموه كدبلوماسية في الطليعة في المقدمة دعما لمطالب البلاد العادلة في الأمم المتحدة. ولم يتمكن من المناورة بمهارة سوى 12 قرارا من خلال مجلس الأمن الدولي الذي دعا العراق إلى إنهاء احتلاله غير المشروع، لكنه تلقى أيضا تأييدا بالإجماع من قبل الهيئة العالمية للقرار 678 الذي أعطى العراق مهلة لسحب جميع القوات من الكويت بحلول 15 يناير، 199.

وبعد تحرير البلاد في شباط / فبراير 1991 وعودة حكومة الكويت الشرعية، واصل سموه العمل مع الأمم المتحدة والدول الصديقة في جميع أنحاء العالم من أجل استقرار الكويت وإعادة بنائها وتأهيلها، فضلا عن إنشاء بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في العراق والكويت (يونيكوم) لمراقبة الحدود بين البلدين

وفى عام 2003، اختتمت فترة ال 40 عاما التى كان فيها المبعوث الرئيسى للبلاد عندما تم تعيينه من خلال مرسوم أميري رئيسا جديدا للبلاد. واستخدم سموه خلال ثلاث سنوات تقريبا كرئيس للوزراء نفوذه مع زعماء العالم ومكانته في الأمم المتحدة لإجبار العراق على البدء في دفع تعويضات عن تدميره الغاشم للكويت خلال احتلاله الإجرامي. كما اضطر النظام العراقي إلى إعادة الممتلكات المسروقة وضمان العودة الآمنة لجميع الكويتيين ورعايا البلدان الثالثة الذين أخذوا على أنهم سجناء من الكويت.

في 29 يناير 2006، أعلن سموه بالإجماع أمير دولة الكويت. منذ أن أصبح أمير البلاد، بدأ سموه عددا من الخطوات المرموقة الرامية إلى قيادة البلاد إلى الأمام على طريق السلام والتقدم. وعلى الرغم من التحديات العديدة، أثبت سموه في مناسبات عديدة براعته في معالجة القضايا الداخلية، وكذلك العمل على تعزيز مصالح الكويت على الساحة الإقليمية والدولية.

وعلى الساحة الدولية، كان سموه مفيدا في تعزيز العلاقات الودية بين الكويت والدول العالمية. ومن بين التعاون والتعاونيات الأخرى التي بدأها وأدى دورا حيويا في تأسيس المجلس الوزاري المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي الذي يهدف إلى توطيد وتعظيم الروابط الاقتصادية بين الكتلتين.

وقد استخدم سموه، الذي كان داعما قويا لأهمية وسلطة الوحدة العربية، الاحترام والثقة التي اكتسبها على مر السنين، للتوسط وتحقيق المصالحة في الصراعات العربية والإقليمية. وقد دعا باستمرار إلى إنهاء الصراع السوري من خلال الجهود الدبلوماسية التي تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف المشاركة في الصراع. ومؤخرا، كان سموه مؤثرا في إحضار الفصائل المتحاربة في الصراع اليمني إلى محادثات السلام في الكويت، ولجعل الجانبين يرون أنه لا يمكن حل النزاع إلا من خلال الحوار والمناقشات.

مع الأخذ في الاعتبار معاناة الشعب السوري الذي تقطعت به السبل في بلده وفي البلدان المجاورة بسبب الصراع الدائر، استهل سموه ثلاثة مؤتمرات للمانحين السوريين في الكويت واستضافها وحضر المؤتمر الرابع لإعلان التبرعات في لندن في عام 2016. في هذه المؤتمرات الأربعة، شهد العالم سخاء الكويت عندما تعهد سموه بتقديم مليار دولار من المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين في جميع أنحاء العالم.

منذ تولي سموه السلطة في عام 2006، ارتفعت المساعدات الإنسانية للكويت إلى العالم مع وصول المساعدات والإغاثة إلى جميع أنحاء العالم تقريبا التي دمرتها الكوارث الطبيعية والكوارث التي هي من صنع الإنسان.

كما تم تصفيح أوراق اعتماد سموه كقائد إنساني وكرم الكويت في تقديم المساعدة إلى المحتاجين في جميع أنحاء العالم في عام 2014، عندما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بان كي مون أن الكويت تحولت إلى "مركز إنساني دولي" وأميرها هو "الزعيم الإنساني".

وقال سمو الأمير، الذي ألقى بيانه بمناسبة حضوره الأمم المتحدة لدوره في العمل الإنساني الدولي ودعمه له، في نيويورك في سبتمبر / أيلول 2014، "تعبيرا عن تقديره للإيماء الكريمة وغير المسبوقة تجاه شعب وحكومة بلدي الكويت، ومن اجلي شخصيا ".

وأشار إلى أن دولة الكويت، منذ حصولها على استقلالها وعضوية الأمم المتحدة المترتبة عليها، اتبعت نهجا ثابتا في سياستها الخارجية تقوم أساسا على تقديم المساعدة الإنسانية إلى جميع البلدان المحتاجة بغض النظر عن موقعها الجغرافي أو معتقداتها الدينية أو عرقها أصول.

وفي الختام قال سموه "أود أيضا أن أجدد التزام دولة الكويت بالأمم المتحدة ورسالتها النبيلة المتمثلة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين ونشر مبادئ العدالة والمساواة وضمان حياة كريمة ورفاهية لشعوب العالم ".

: 584

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا