"نزوح المغتربين .. واقع جديد يجب أن نكون مستعدين له"

01 March 2021 المغتربين

أشارت الصحف المحلية في الآونة الأخيرة إلى تقرير وكالة التصنيف الائتماني العالمية (S&P Global) الذي ذكر أن أسواق العمل الخليجية ، وخاصة الكويت وسلطنة عمان ، ستتأثر سلبا بهجرة العمالة الوافدة ، بسبب التداعيات الاقتصادية المترتبة على ذلك. وكتب الكاتب الدكتور موضي الحمود في صحيفة القبس اليومية عن أزمة "كوفيد -19" مع الانخفاض المتزامن في أسعار النفط وتأثيرها على ميزانية البلدان التي تعاني من عجز متزايد باستمرار.

في كلا البلدين ، سيكون القطاع الخاص هو الأكثر تضررا من هذا النزوح ، خاصة بسبب زيادة الفجوة في المهارات والعدد بين الوافدين والمواطنين ، والذين لا يهتمون بالقطاع الخاص.

"لا أحد ينكر دور العمالة الوافدة ومساهمتها في سوق العمل الكويتي ، ولا يمكننا أن نقلل من أثر هجرة هذه العمالة التي سجلت عددهم من قبل الجهات المختصة والتي بلغت قرابة 84 ألفاً في غضون ثلاثة أشهر فقط وذلك سيكون له آثار سلبية على جميع القطاعات الاقتصادية ، وقد يشكل أيضًا تهديدًا لاستمرار بعض الأعمال التي تحتاج إلى هذه المهارات ، لكنها حقيقة يجب التكيف معها ، وقد تكون فرصة إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى لتنفيذ بعض السياسات الحكومية لتعديل التركيبة السكانية التي ظلت سرابًا حتى هذه اللحظة ، ونذكر هنا إعلان رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفي في 3 يونيو 2020 ، أن الحكومة قررت تعديل هذا. من 69 في المائة من المغتربين إلى 30 في المائة مقابل 70 في المائة من المواطنين.

"توقعنا صعوبة تحقيق ذلك ، لكن الأحداث واستمرار الوباء قد يفرضان واقعًا يجب أن نكون مستعدين له ، خاصة في مجتمعاتنا حيث يشكل الشباب غالبية المواطنين ، وحيث توجد مؤسسات التعليم العالي ضخ آلاف الخريجين في سوق العمل ، وتزداد طوابير انتظار الوظائف كل عام.

كل هذا بالطبع يحتاج إلى تدخلات وسياسات حكومية جادة لتوطين سوق العمل ، حيث يصعب على القطاع الخاص جذب المواطنين في وقت تتزايد فيه الفجوة بين الأجور في هذا القطاع والقطاع الحكومي ، خاصة مع الكوادر المالية العالية لبعض فئات العاملين بالحكومة.

كما أنه من الصعب تحقيق التوازن المطلوب بسبب فشل الحكومة في تسويق "البديل الاستراتيجي" لفئات الأجور والرواتب ، وعدم تمديد شبكات الأمان والأمن للمواطنين العاملين في القطاع الخاص كما هو الحال في الدول المجاورة.

"نحن بحاجة إلى حل أزمتنا الاقتصادية العميقة ليس من خلال الانسحاب السريع من الاحتياطيات ولكن من خلال برنامج إصلاح متكامل قائم على أسس واضحة لترشيد النفقات ، وإعادة هيكلة الهيئات والإدارات الحكومية المتضخمة ، والموافقة على بديل استراتيجي للمكافآت المالية للوظائف الحكومية ، وخلق فرص عمل جديدة للشباب ، واستعادة ما سلب من سوء إدارة الأموال العامة ، كل ذلك وفق جدول زمني معلن ومتفق عليه بين السلطتين حتى نتمكن من إنقاذ حاضرنا ومستقبل أجيالنا ".

 

المصدر العربي عبر الإنترنت

: 9533

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا