وزراء فاسدون يغرقون سفينة كويتية

31 October 2020 رأي

إن قيام جميع وكلاء وزارة المالية بتقديم استقالاتهم ليس بالأمر العادي. بل تمثل هذه الخطوة انتفاضة ضد الفساد الذي يحاول الوزير المرور به. كما أنه يمثل جرس إنذار شديد للظروف في الوزارات المثقلة بفساد الوزراء الذين قدموا مصالحهم الخاصة أو تحيزهم أو منافع لأصحاب النفوذ فوق مصلحة الدولة ككل.

هذه الاستقالة الجماعية هي وقفة فخر لأصحاب الضمير الصالح الذين يرفضون المساهمة في ذبح الكويت بسكين وزراء فاسدين ، بغض النظر عن مناصبهم أو قوتهم الشعبية والحزبية. كما أنها رسالة واضحة لسمو رئيس مجلس الوزراء بفتح جميع الملفات ، ليس في وزارة المالية وحدها ، بل في جميع المؤسسات التابعة لها. وتشمل هذه وزارة الإعلام ووزارة الصحة ووزارة التجارة والصناعة ووزارة الأشغال العامة ووزارات أخرى. وهذا يثبت للكويتيين أن سيف المساءلة مطبق على كل من لديه الرغبة في العبث بالمال العام

مما لا شك فيه أن الخطوة التي اتخذها هؤلاء الوكلاء هي رأس الجبل الجليدي الذي تتجه نحوه سفينة السلطة التنفيذية ، في حالة عدم عمل الجهات المعنية على معالجة الأمر واستئصاله ، حيث لا يمكن تصور أن وكلاء الوزارات مخطئون والوزير وحده على حق ، ومن قرأ في مزايا الاستقالة الجماعية سيعتقد أنه يعيش في جمهورية موز وليس في بلد مثل الكويت حيث توجد هيئات رقابة أكثر من قوة عظمى. على الرغم من ذلك ، يستمر الفساد في التوسع إلى حد أن الدولة فقدت حصانة ومسؤولية وطنية.

وهناك جرس إنذار آخر يدق منذ أيام ، أعلنه القائم بأعمال وزير الإعلام الشيخ أحمد ناصر المحمد. فور توليه السيطرة ، ألغى تعيين 150 مستشارًا وموظفًا جلبهم الوزير المستقيل إلى منشأة مهمة جدًا لصورة الكويت وتصدرت المشهد الثقافي في العالم العربي منذ فترة طويلة ، لكن الجابري كان له تحول إلى مزرعة انتخابية حيث فجر جميع مكونات تلك الرسالة.

وبالمثل ، إذا نظرنا إلى المؤسسات التابعة لهذه الوزارة ، سنجد أنها تبدو اليوم وكأنها خراب ، خاصة في قطاع الشباب ، حتى في الهيئة العامة للشؤون الزراعية والثروة السمكية ، أو بقية القطاعات الإعلامية والثقافية. . فهل وصلت المصالح الانتخابية والحزبية إلى هذه النقطة؟ ألا توجد ضمائر أم أن هؤلاء الوزراء يعتبرون الكويت دولة مؤقتة ويعملون بالتالي على اكتساب أكبر قدر ممكن من الثروة قبل مغادرتهم البلاد؟

نعم السؤال قد يبدو غريباً بل مؤلماً ، لكن يجب أن يكون هناك موقف حازم لا مقابل ولا حسابات مهما كانت ، إلا أن تكون للكويت المصلحة العليا ، وهي أساس الولاء للوطن وله. الحماية.

وفي هذا الصدد نتطلع إلى أن يوقف سمو الأمير وسمو ولي العهد عن هذا العبث بالمصالح العليا للدولة ، فهي الأمل الذي نتمسك به حفاظا على بلادنا. وكلاهما يمثل الملاذ الأخير للكويتيين لوقف كل الممارسات العبثية التي قام بها الوزراء في الفترة الماضية وتخليص البلاد من الفاسدين والمدمرين.

 

المصدر: الأوقات العربية الكويت

: 753

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا